فسيف بن عمر مثلا لو يقرأ أحدنا ما كتبه عنه من يذمهم الدكتور العودة من بعض (المستشرقين) وبعض (المبتدعة)! لوجد أن أحكامهم على سيف أقرب لمنهج المحدثين مما كتبه عنه الدكتور العودة (السلفي الداعية الواعظ)! مع أن الدكتور العودة يظهر أنه حسن النية لكن حسن النية في بعض الأمور، لا تكفي ولا بد لها من منهج وهذا ما يغفل عنه كثير من الأخوة الأفاضل فهم يظنون أن الاعتراف بما عند المسلمين أو ما عند غير أهل السنة، من علم وبحث وجهد يعتبر ميلا لهم وأن هذا يعد مؤامرة! ويخالف عقيدة الولاء والبراء! ...إلخ.
وهذا خلط بين أمور متباينة فلا تلازم بين (البراءة من دين الآخر) و(الاعتراف بما عنده من حق) فإذا وجد المسلم لهذا الآخر (من المخالفين دينا أو عقيدة) بحثا جيدا في التاريخ أو غيره فلماذا لا يستفيد منه مع براءته من دينه أو غلوه العقدي، وفي المقابل لو وجد الواحد منا رسالة هزيلة لأحد الأخوة الدعاة الخطباء! فهل يلزمه حب ذلك الرجل في الله على الإشادة برسالته الهزيلة؟!والأخذ بنتائجها الباطلة؟! أظن أن الجواب واضح.
إذن أرجو أن يفرق الأخوة بين المسألتين فإذا فرقوا بينهما تبينت لنا كثير من الحقائق، وللأسف أن أكثر دارسي التاريخ الإسلاميين خاصة داخل المملكة بل كثير من طلبة العلم الشرعي يخلط بين هذه الأمور المتباينة متناسين صواب الأثر القائل: (الحكمة ضالة المؤمن فأين وجدها فهو أحق بها) وهذا معناه صحيح وإن لم يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتدل عليه تطبيقات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والتابعون وسلفنا الصالح -الصلاح الحقيقي لا المدعى-.
صفحه ۴۹