وقد جربتهم فرأيت منهم ... خبائث بالمهيمن تستجير1
ومن شعره قوله في العراق:
أهيم بآثار العراق وذكره ... وتغدو عيوني من مسرتها عبرى
وألثم أخفافا وطئن ترابه ... وأكحل أجفانا برتبته العطرى
وأسهر أرعى في الدياجي كواكبا ... تمر إذا سارت على ساكني الزورا
وأنشق ريح الشرق عند هبوبها ... أداوي بها يا مي مهجاتي الحرا
ومنه قوله:
وإذا الفتى بلغ السمك بفضله ... كانت كأعداد النجوم عداه
ورموه عن حسد بكل كريهة ... لكنهم لا ينقصون علاه
ومن المعاصرين لأبي الثناء الألوسي الشاعر الأخرس البغدادي، وقد اشتهر بشعره الثائر على الأوضاع الفاسدة ببغداد، وهناك مقطوعة قصيرة قالها حوالي سنة 1803, يصور بها العراق بأنه صار موردا عذبا للكلاب، بينما تذاد الأسود عن نميره، ولم يعد يجد الأحرار فيه موئلا، بل ضاق بكل حر أبي, وتحكم فيه الأوغاد والطغاة.
ودهر أعاني كل يوم خطوبه ... وذلك دأبي يا أميم ودأبه
مسوق إلى ذي اللب في الناس رزؤه ... ووقف على الحر الكريم مصابه
وحسبك مني صبر أروع ماجد ... بمستوطن ضاقت بمثلي رحابه
تذاد عن الماء النمير أسوده ... وقد تبلغ العذب الفرات كلابه
وأعظم بها دهياء وهي عظيمة ... إذا اكتنف الضرغام بالذل غابه
متى ينجلي هذا الظلام الذي أرى ... ويكشف عن وجه الصباح نقابه؟
صفحه ۵۹