2- شرح السلم في المنطق.
3- كشف الطرة عن الغرة، وهو شرح على درة الغواص للحريري.
4- وله كتاب في المقامات, طبع في كربلاء.
ومن نثره يصف القسطنطينية:
"بلدة مونقة الأرجاء, رائعة الأنحاء، ذات قصور تضيق عن تصويرها الأذهان، وتتجاذب الحسن هي وقصور الجنان، وربة رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، وقد تغنت أطيارها فتمايلت طربا أشجارها، وبكت أمطارها فتضاحكت أزهارها، وطاب نسيمها، فصح مزاج إقليمها, وليتك رأيت ما فيها من الرياض الأنيقة، والأشجار المتهدلة الوريقة، وقد ساقت إليها أرواح الجنائب، زقاق حمر السحائب، فسقت مروجها مدام الطل، فنشأ على أزهارها حباب كاللؤلؤ المنحل، فلما رويت من الصهباء أشجارها، رنحها مع النسيمات المسكية خمارها، فتدانت ولا تداني المحبين، وتعانقت ولا تعانق العاشقين، يلوح من خلالها شقيق، كأنه جمرات من آثار حريق، ويتخللها بهر يبهر ناظره.
وكأن النرجس الغض بها ... أعين العين وما فيهن غمض
ومن نثره قوله يحذر أولاده من الدجاجلة وأبالسة التضليل:
"يا بني! بعض الناس ذئاب، عليهم من جلود الشاة ثياب, فلا تخدعوا بمتماوت تغنجت كالهلوك كلمته، ولانت كالصعلوك عريكته، وولع الذبول بقمامته، فتناطحت تفاحة كتفه ورمانة هامته، وربما لزق ذقنه بصدره، وأصاخ بسمعه نحوه بسره، وحمل سبحة من ذوات الأذناب, وجعلها شبكة، وأعمل فيها سبابته تنقر حباتها كما تنقر الحب الديكة.
قريب الخطو تحسبه لهون ... وليس مقيدا يمشي بقيد
فوأبى! لقد رأيت في هؤلاء المتماوتين من هو أمر من أبي مرة، وأضر منه بألف مرة.
صفحه ۵۸