ذهب الحبيب فيا حشاشة ذوبي ... أسفا عليه ويا دموع أجيبي
ربيته للبين حتى جاءه ... في جنح ليل خاطفا كالذيب
يا أيها الأم الحزينة أجملي ... صبرا فإن الصبر خير طبيب
لا تخلعي ثوب الحداد ولازمي ... ندبا عليه يليق بالمحبوب
إني وقفت على جوانب قبره ... أسقي ثراه بدمعي المصبوب
ولقد كتبت له على صفحاته ... يا لوعتي من ذلك المكتوب
الشهاب الألوسي:
هو أبو الثناء شهاب الدين محمود الألوسي, ولد ببغداد سنة 1217ه-1802م, وتوفي 170ه-1854م.
وكان إماما في التفسير والإفتاء، وعالما ضليعا باللغة، وكاتبا بليغا, وخطيبا مصقعا, وقد حظي بشهرة عظيمة في عصره، وصار مقصد الأدباء والمتأدبين، وطلاب التفسير والفقه.
وقد كثر حاسدوه وشانئوه بغداد، واضهده الوالي التركي، فقام برحلة إلى الآستانة, يبث شكواه لأولي الأمر، ويعرض عليهم تفسيره المشهور "روح المعاني", ولقي في رحلته من الإكرام ما أنساه غلظة الوالي، وسجل رحلته بعد عودته لبغداد في ثلاثة كتب.
كان سريع الخاطر، منطلق الذهن في الكتابة والتحرير، وقيل: إن أقل ما كان يكتبه في الليلة من مؤلفاته ورقتان كبيرتان، وله عدة كتب في التفسير والفقه والمنطق والأدب واللغة، ومن أشهرها:
1- روح المعاني في التفسير, وهو تسعة أجزاء, ويعد خير كتبه, ومن أحسن التفاسير المتداولة، وقد طبع مرة على نفقة ولده السيد نعمان خير الدين بمطبعة بولاق بمصر سنة 1301ه.
صفحه ۵۷