الله أكبر ليس دونك قلعة ... تحمي ولا حصن أشم ممرد
وتحصنت منك الأسود فلا تلم ... قوما بإغلاق الحصون استنجدوا
أسألت "عبد الله1" أين قلاعه ... ورجاله وفؤاده المتوقد؟
ومما كنا نحفظه في الصغر للشيخ ناصيف اليازجي, قوله في عروس الزهر "الوردة":
هذي عروس الزهر نقطها الندى ... بالدر فابتسمت ونادت معبدا
لما تفتق سترها عن رأسها ... عبث الحياء بخدها فتوردا
فتح البنفسج مقلة مكحولة ... غمز الهزار بها فقام وغردا
وتبرجت ورق الحمام بطوقها ... لما رأين التاج يعلو الهدهدا
بلغ الأزاهر أن ورد جنانها ... ملك الزهور فقابلته سجدا
فرنا الشقيق بأعين محمرة ... غضبا وأبدى منه قلبا أسودا
بسط الغدير الماء حتى مسه ... برد النسائم قارسا فتجمدا
ورأى النبات على جوانب أرضه ... مهدا رطيبا لينا فتوسدا
يا صاحبي تعجبا لملابس ... قد حاكها من لم يمد لها يدا
كل الثياب يحول لون صباغها ... وصباغ هذي حين طال تجددا
وفي هذه القصيدة خيال جميل، وسهولة لفظ، ورقة وصف, تجعل مثل ناصيف اليازجي يقف وحده بين شعراء عصره, كما يقف وحده بين كتاب جيله؛ لمتانة عبارته, وحسن صياغته, ولأنه ترسل في كتابته على خلاف المعهود في زمنه.
ومن جميل شعره الذي يدل على رقة حس، ودماثة عاطفة, قوله يرثي ولده حبيبا:
صفحه ۵۶