هذه قبيلة عمر، أما أبوه فهو الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وعدي هو أخو مرة الجد الثامن للنبي، فأما أمه فحنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وقد كان الخطاب شريفا في قومه، لكنه لم يكن ذا مال ولا خدم. كتب عمر إلى عمرو بن العاص وهو على مصر كتابا يسأل فيه عن أصل المال الذي جمعه بها؛ فغضب ابن العاص وكان مما أجاب فيه: ... ووالله لو كانت خيانتك حلالا ما خنتك وقد ائتمنتني؛ فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن خيانتك، وذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير مني، فإذا كان ذلك فوالله ما دققت لك يا أمير المؤمنين بابا ولا فتحت لك قفلا.
وبلغ الغضب من ابن العاص لكتاب عمر أن قال لمحمد بن مسلمة حين ذهب إليه من قبل عمر يحاسبه: ... لعن الله زمانا صرت فيه عاملا لعمر! والله لقد رأيت عمر وأباه على كل واحد منهما عباءة قطوانية
1
لا تجاوز مأبض ركبتيه، وعلى عنقه حزمة حطب، والعاص بن وائل في مزررات الديباج.
فقال له محمد:
إيها عنك يا عمرو! فعمر خير منك، وأما أبوك وأبوه فإنهما في النار ...
وكان الخطاب فظا غليظا، مر عمر في خلافته يوما بمكان كثير الشجر يقال له ضجنان، فقال:
لقد رأيتني وإني لأرعى على الخطاب في هذا المكان، وكان والله ما علمت فظا غليظا.
وفي رواية الطبري أن عمر لما مر في خلافته بضجنان قال:
صفحه نامشخص