قلت: أن المعاصي ليست من قضاء الله تعالى ولا قدره، وأما حد ما يتعلقوا به من السنة أما الآية نقول لهم لا دليل بظاهرها لأنها تقضي أن يكون الله تعالى خالقا لنفسه إذ هو من جملة الاسناد وقد قال خالق كل شيء فلا بد حينئذ من تأويله وتأويله على ما يوافق دليل العقل وبحكيم القول أولى من خلافة مناولة على أن المراد معظم الأشياء لا جميعها كما في قوله تعالى: [ ] { مدبر كل شيء وخالق كل شيء } (1) وكذلك فإذ قلت: من كل شيء وليس كذلك.
وهذه الآية وأمثالها من خلق كل شيء وخالق كل شيء وهي شبههم في أن أفعال العباد خلق فيهم، وهذا هو الجواب هناك وأما الخبران(....) يصحا وإن صحا فهما أحاديان والمسألة قطعية فيجب التأويل.
وأما الأول: وهو قوله: القدر من الله يقول يعني ذلك أفعاله التي فعل بالصحة والسقم والغنى والفقر يعني فلا تكن لكم بها مطعن فلم يفعلها إلا لمصالح وأن يعملوها وأيضا فالمحتج به الذي أفشاه [11ب-أ]لأنه كل فعل وقضاء الله وقدره.
وأما الثاني:فيعني بالخير والشر ما قدمنا من أفعاله الآن قد نسميها خيرا وشرا باعتبار نفرة النفوس عنها وغيرها.
وعلى هذا: يحمل قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: [ ]((يجب الإيمان خيره وشره ))(2) وبها بذلك وأما ما احتجوا به على تسميتنا قدره فلا حجة لهم لأن ذلك يقتضي أن يسمي قدره بصفة العاق لأنه مشتق من على القدرة يصمها فصح أن تسميتها بذلك أولى لأن المشتق حينئذ موافق لمشتق منه.
صفحه ۴۷