قوله (سميعا بصيرا) حقيقة السميع البصير: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح أن يدرك المسموع والمبصر إذا وجد تلك الصفة هي كونه حيا لا آفة به لأمر زائدا عليها كما في سائر المسائل ، وأثبت أبو هاشم بالسميع البصير صفة زائدة على كونه حيا لا آفة به لأجلها كان سميعا بصيرا.
ونبطل قوله أنه لو كان ثم من زائد لصح أن يوصف ذاتا بأنها حية لا آفة بها وإن لم تكن سميعه بصيره بأن يحصل ذلك الأمر أو يصفها بأنها سميعة بصيرة وإن لم يعلم كونها حية لا آفة بها بأن يحصل ذلك الأمر.
والدليل على أن الله تعالى سميع بصير قوله: (إذ لا يجوز عليه الآفات) بعد أن أثبت كونه حيا وكل من كان حيا لا آفة به وصف بأنه سميع بصير على معنى أنه يصح أن يدركه المسموع والمبصر إذا وجد، فإن قلت: وما الدليل على ذلك؟.
قلت: أن المعلوم من لغة العرب أن من علموه حيا لا آفة به وصفوه بذلك. فإن قلت: وهل يصح إطلاق ما وضعوه على الله تعالى وإن لم ترد أذن سمعي؟.
قلت: نعم إذا كان لا يوهم الخطأ، وعلى أن الأذن حاصل في سميع بصير وسامع مبصر، فإن قلت: أنت تصف من كان حيا لا آفة به إنه سميع بصير، وإن لم يكن ثم مسموع ولا مبصر على معنى أنه يصح منه إدراكهما إذا وجدا ولا يوصف أحدنا [6ب-أ]بأنه سامع مبصر إلا حال إدراكه المسموع والمبصر، ولهذا يصف الله تعالى بأنه سميع بصير فيما لم يدل على معنى ما قدمنا ولا نصفه بأنه سامع مبصر في الأزل لأنه لم يكن فيه مسموع ولا مبصر.
صفحه ۲۵