فإن قلت: قد ثبت أن معنى سميع بصير حي لا آفة به فما معنى مبصر؟.
قلت: معناه عند الجمهور بأنه مدرك لهما ويجعلون مدرك صفة زائدة على كونه حيا وعند البغدادية (1) إن معناه العلم لا زائد عليه وعند الملاحمية (2) أن المرجع به إلى تعلق الذات بالمسموعات والمبصرات، فإن قلت: فما الدليل على أن الله تعالى سامع مبصر؟.
قلت: يكفيك الاستدلال على أنه حي لا آفة به مع وجود المدرك وارتفاع المانع فإنا نعلم ضرورة أن الحي عديم الآفة، إذا كان لحضرته المسموع والمبصر أو شيء من المدركات التي أدركنا من دون مانع وجب أن نصفه بأنه مدرك والباري تعالى حي لا آفة به من حيث أن الآفة لا تجوز إلا على ذي الإله، وليس بذي إله ولا خارجة ولا مانع لأن المانع من الإدراك ليس إلا فساد الحاسة أو شيء مما سنذكره في نفي الرؤية، وكل ذلك لا يجوز عليه.
أما الفساد فجلي وأما ما سيأتي فلأنه لا يمنع إلا الأجسام وليس بجسم تعالى والدليل على أن هذه صفة زائدة على العلم أنا قد نعلم ما لا يدرك كالمعدوم ويدرك ما لا يعلم كإدراك النائم قرص (كلمة )البراغيث فإنه يدركه ولا يعلمه فثبت أن الإدراك أمر زائد على العلم.
المسألة السابعة:
صفحه ۲۶