قد كان بعدك أبناء وهنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إلي يا ذكريات الماضي العزيز حدثيني حديثك الجذاب ورددي على مسامعي كل شئ لاثيرها حربا لا هوادة فيها على هؤلاء الذين ارتفعوا أو ارتفع الناس بهم إلى منبر أبي ومقامه، ولم يعرفوا لا ل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقوقهم، ولا لبيتهم حرمة تصونه من الأحراق (2) والتخريب، ذكريني بمشاهد أبي وغز واته ألم يكن يقص علي ألوانا من بطولة أخيه وصهره واستبساله في الجهاد (3)، تفوقة على سائر الأنداد، ووقوفه إلى صف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أشد الساعات، وأعنف المعارك التي فر فيها فلان وفلان وتقاصر عن اقتحامها (4) الشجعان. أيصح بعد هذا أن نضع أبا بكر على منبر النبي وننزل بعلي عما يستحق من مقام ؟ !
---
(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16: 312. (2) إشارة إلى التهديد بإحراق بيت الزهراء عليها السلام، راجع: الأمامة والسياسة / ابن قتيبة: 12، والطبري في تاريخه 2: 233 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 6: 47 - 48، رواية تنص على أن عمر بن الخطاب جاء إلى بيت فاطمة عليها السلام في عصابة في رجال من الأنصار ونفر من المهاجرين، فقال: (والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم). (3) راجع تاريخ الطبري 2: 25 و65 و66، عندما قتل علي عليه السلام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين... وقتل أصحاب الألوية، أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من المشركين، فقال: (احمل عليهم)، فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل عمرو الجمحي، ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من المشركين، فقال لعلي: (احمل عليهم)، فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل شبية بن مالك. فقال (جبريل) عليه السلام: (يا رسول الله إن هذه للمواساة)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه مني وأنا منه)، فقال (جبريل): (وأنا منكما...). (4) راجع: رواية سعيد بن أبي وقاص في صحيح مسلم 4: 1873، صحيح الترمذي 5: 596، الصواعق المحرقة / ابن حجر: 143 فهي تنطق بهذا المعنى.
--- [27]
صفحه ۲۶