المعرضة عَن رشدها من الْأَئِمَّة المعصومين فانها تبقى ابد الدَّهْر فِي النَّار على معنى انها تبقى فِي الْعَالم الجسماني تتناسخها الْأَبدَان فَلَا تزَال تتعرض فِيهَا للألم والاسقام فَلَا تفارق جسدا إِلَّا ويتلقاها آخر وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى ﴿كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيرهَا ليذوقوا الْعَذَاب﴾ فَهَذَا مَذْهَبهم فِي الْمعَاد وَهُوَ بِعَيْنِه مَذْهَب الفلاسفة وانما شاع فيهم لما انتدب لنصرة مَذْهَبهم جمَاعَة من الثنوية والفلاسفة فَكل وَاحِد نصر مَذْهَبهم طَمَعا فِي اموالهم وخلعهم واستظهارا باتبَاعهمْ لما كَانَ قد أَلفه فِي مذْهبه فَصَارَ أَكثر مَذْهَبهم مُوَافقا للثنوية والفلاسفة فِي الْبَاطِن وللروافض والشيعة فِي الظَّاهِر وغرضهم بِهَذِهِ التأويلات انتزاع المعتقدات الظَّاهِرَة عَن نفوس الْخلق حَتَّى تبطل بِهِ الرَّغْبَة والرهبة ثمَّ مَا اوهموه وهذوا بِهِ لَا يفهم فِي نَفسه وَلَا يُؤثر فِي ترغيب وترهيب وسنشير الى كَلَام وجيز فِي الرَّد عَلَيْهِم فِي هَذَا الْفَنّ وأخباره فِي آخر الْفَصْل
الطّرف الْخَامِس فِي اعْتِقَادهم فِي التكاليف الشَّرْعِيَّة وَالْمَنْقُول عَنْهُم الاباحة الْمُطلقَة وَرفع الْحجاب واستباحة الْمَحْظُورَات واستحلالها وانكار الشَّرَائِع إِلَّا انهم بأجمعهم يُنكرُونَ ذَلِك اذا نسب اليهم وانما الَّذِي يَصح من معتقدهم فِيهِ انهم يَقُولُونَ لَا بُد من الانقياد للشَّرْع فِي تكاليفه على التَّفْصِيل الَّذِي يفصله الامام من غير مُتَابعَة الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَغَيرهمَا وان ذَلِك وَاجِب على الْخلق والمستجيبين الى ان ينالوا رُتْبَة الْكَمَال فِي الْعُلُوم فَإِذا أحاطوا من جِهَة الإِمَام بحقائق الْأُمُور واطلعوا
1 / 46