دستور العلماء یا جامع العلوم در اصطلاحات فنون

عبدالنبی احمد نکری d. 1200 AH
105

دستور العلماء یا جامع العلوم در اصطلاحات فنون

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

ناشر

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

شماره نسخه

الأولى، 1421هـ - 2000م

ثم عقيبه بجملة مستقلة متلاقية متقاربة لذلك في المعنى بأن يكون مثلا أو دعاء ونحوهما نحو قوله تعالى {وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} وقوله تعالى {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم} فإن قوله تعالى {إن الباطل} الآية على سبيل التمثيل وقوله تعالى {صرف الله قلوبهم} على سبيل الدعاء. والثاني أن تذكر أنت كلاما فتتوهم أنت أن السامع اختلجه شيء فتلتفت أنت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع أنت إلى مقصودك كقول ابن ميادة :

(فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة ... ولا وصله يصفو لنا فنكارمه)

فإنه لما قال فلا صرمه يبدو قيل له ما تصنع بدوره وظهوره فأجاب بقوله وفي اليأس راحة.

الإلصاق: في اللغة اللصوق فإن يجيء لازما ومتعديا على ما في تاج البيهقي ثم اللصوق الذي هو مفاد الباء الجارة أعم من أن يكون بطريق المقارنة والاتصال كما في مررت بزيد وفي ابتداء بسم الله الرحمن الرحيم، أو بطريق المخامرة والمخالطة نحو به داء أي خامره. ولا يكون باء الإلصاق مع مجرورها ظرفا مستقرا إلا أن يكون خبر المبتدأ نحو مروري بزيد - والفرق بينه وبين المصاحبة بأن بينهما عموما وخصوصا مطلقا بأن الإلصاق أخص من المصاحبة نحو اشتريت الفرس بسرجه أي مع سرجه ومعناه مصاحبة السرج واشتراكه مع الفرس في الاشتراء - ولا يلزم أن يكون السرج حال اشتراء الفرس ملصقا به وهو فرق لم يوجد في الكتب المشهورة في النحو مع أن من قال بهذا الفرق فسر الإلصاق بإفادة أمر بمجرور الباء سواء كان ذلك الأمر معمول فعل أو لا وهو لا يقتضي أن يكون معمول الفعل ملصقا بمجروره. ولا شك أن الاشتراء ملصق بالسرج وإن لم يكن السرج ملصقا بالفرس. وقال الفاضل المحقق الشيخ عبد الحكيم رحمه الله والظاهر أن الفرق بينهما بالعموم والخصوص أيضا لكن بأن المصاحبة أخص من الإلصاق فإن الإلصاق مجرد لصوق معنى الفعل بمجروره. والمصاحبة أن يكون لمجروره شرك في ذلك المعنى الملصق كما تقتضيه صيغة المفاعلة ففي المصاحبة الإلصاق مع خصوصية زائدة عليه وهي كونه بطريق الشركة كما أن الاستعانة إلصاق مع خصوصية أن المجرور الملصق به آلة ففي قولنا به داء إلصاق ولا مصاحبة وفي قولنا اشتريت الفرس بسرجه إلصاق مع المصاحبة.

إلى: من حروف الجر لانتهاء الغاية. قد يكون لمد الحكم إلى مجرورها مثل قوله تعالى {وأتموا الصيام إلى الليل} فإن الصوم هو الإمساك في النهار ساعة فأفاد كلمة (إلى) امتداد الصوم إلى الليل وقد يكون لإسقاط الحكم عن ما وراء مجرورها مثل قوله تعالى {وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين} والتفصيل والتحقيق في الصوم إن شاء الله تعالى.

صفحه ۱۱۱