حدرتها، وَقد آن حدرها، وَهِي فِي غَد محدورة.
وَكَذَا يَقُولُونَ: أعلفت الدَّابَّة وَالصَّوَاب علفت قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا كنت فِي قوم عدا لست مِنْهُم ... فَكل مَا علفت من خَبِيث وَطيب)
[٥٧] وَيَقُولُونَ فِي جمع فَم أفمام وَهُوَ من أوضح الأوهام، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: أَفْوَاه، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم﴾، وَذَلِكَ أَن الأَصْل فِي فَم فوه على وزن سَوط، فحذفت الْهَاء تَخْفِيفًا لشبهها بحروف اللين فَبَقيَ الِاسْم على حرفين: الثَّانِي مِنْهُمَا حرف لين، فَلم يرَوا إِيقَاع الاعراب عَلَيْهِ لِئَلَّا تثقل اللَّفْظَة وَلم يرَوا حذفه لِئَلَّا يجحفوا بِهِ، فأبدلوا من الْوَاو ميما، فَقَالُوا: فَم لِأَن مخرجهما من الشّفة
وَالدَّلِيل على أَن الأَصْل فِي فَم الْوَاو قَوْلهم: تفوهت بِكَذَا، وَرجل أفوه، وَلم يَقُولُوا تفممت وَلَا رجل أفم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل بِالْمِيم عِنْد الْأَفْرَاد، فَأَما قَول العجاج:
(خالط من سلمى خياشيم وفا
)