73

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پژوهشگر

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨/١٩٩٨هـ

محل انتشار

بيروت

حدرتها، وَقد آن حدرها، وَهِي فِي غَد محدورة. وَكَذَا يَقُولُونَ: أعلفت الدَّابَّة وَالصَّوَاب علفت قَالَ الشَّاعِر: (إِذا كنت فِي قوم عدا لست مِنْهُم ... فَكل مَا علفت من خَبِيث وَطيب) [٥٧] وَيَقُولُونَ فِي جمع فَم أفمام وَهُوَ من أوضح الأوهام، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: أَفْوَاه، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم﴾، وَذَلِكَ أَن الأَصْل فِي فَم فوه على وزن سَوط، فحذفت الْهَاء تَخْفِيفًا لشبهها بحروف اللين فَبَقيَ الِاسْم على حرفين: الثَّانِي مِنْهُمَا حرف لين، فَلم يرَوا إِيقَاع الاعراب عَلَيْهِ لِئَلَّا تثقل اللَّفْظَة وَلم يرَوا حذفه لِئَلَّا يجحفوا بِهِ، فأبدلوا من الْوَاو ميما، فَقَالُوا: فَم لِأَن مخرجهما من الشّفة وَالدَّلِيل على أَن الأَصْل فِي فَم الْوَاو قَوْلهم: تفوهت بِكَذَا، وَرجل أفوه، وَلم يَقُولُوا تفممت وَلَا رجل أفم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل بِالْمِيم عِنْد الْأَفْرَاد، فَأَما قَول العجاج: (خالط من سلمى خياشيم وفا )

1 / 81