72

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پژوهشگر

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨/١٩٩٨هـ

محل انتشار

بيروت

﴿وشركاءكم﴾ إِذْ الْعَطف مُمْتَنع هَاهُنَا، لِأَنَّهُ لَا يُقَال: أَجمعت شركائي، وَأجِيب عَنهُ بجوابين. أَحدهمَا: أَنه انتصب انتصاب الْمَفْعُول مَعَه، فَتكون الْوَاو بِمَعْنى مَعَ لَا أَنَّهَا وَاو الْعَطف، وَيكون تَقْدِير الْكَلَام: اجْتَمعُوا مَعَ شركائكم على تَدْبِير أَمركُم. وَالْجَوَاب الثَّانِي: أَنه انتصب على إِضْمَار فعل حذف لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ وَتَقْدِيره لَو ظهر: وَادعوا شركاءكم، فَتكون الْوَاو على هَذَا القوله قد عطفت فعلا مضمرا على فعل مظهر كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (وَرَأَيْت زَوجك فِي الوغى ... مُتَقَلِّدًا سَيْفا ورمحا) وَالرمْح لَا يتقلد بِهِ، وَإِنَّمَا تَقْدِيره: وحاملا رمحا. ويضاهي لَفْظَة أَجمعت فِي تعديتها بِنَفسِهَا تَارَة وبحرف الْجَرّ أُخْرَى لَفْظَة عزمت، فَيُقَال عزمت على الْأَمر وعزمته، كَمَا قَالَ ﷿: ﴿وَلَا تعزموا عقدَة النِّكَاح حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله﴾ . [٥٦] وَيَقُولُونَ: أحدرت السَّفِينَة وَقد آن إحدارها، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال:

1 / 80