تيادرني من كل نعمى بخيرها ... ... ... فأقوى بهذا الخير في شر خصلة
فيا ويلتاه مما جنيت وليته ... ... ... جناء زكا مني ونفسا تزكت
تذرعت بالنعمى الى درك كفرها ... ... وأشنع بها من خسة ودنية
عبيدك باستغفاره واعترافه ... ... ... عقيدته في النفس نيطت بتهمة
وامتن أسباب النجا أصدق الرجا ... ... والا فدون الدرك جد المجد
ومن أرسل الآمال نحو مبرها ... ... ... تعالى حباها واجبات المبرة
ولم تربح الغفران نفس بكسبها ... ... ولكنه التوفيق فاض بمنة
بما يقتضي الجود الالهي نجني ... ... فما الشأن الا محض جود الألوهة
الشكور جل جلاله
الهي شكور النزر من كسب طائع ... ... بخير جزاء لا يبيد بمدة
ومهما يكن من صالحات شكرتها ... ... فشكرك عنها لي مجرد نعمة
ومالي مما يوجب الشكر منك لي ... ... ولو جئت بالطاعات مثقال ذرة
وما الشكر الا ما يقابل منة ... ... ... فأين تعالى الله فضلي ومنتي
ولو عشت أحقابا وجئت بمثلها ... ... من الخير والطاعات عد الخليقة
وجئت بجهد العالمين تعبدا ... ... ... بتمزيق أوصالي وافناء مهجتي
وقصر دوني من خلقت وكل من ... ... ستخلق ربي في مقامات زلفتي
لما كان من قدري بأنك شاكري ... ... على نعمة خولتها ضعف قوتي
ولم تقتصر دون الثناء على العطا ... ... لك الحمد في احسان شكر البرية
لك الحمد حق الشكر للحق وحده ... ... وليس بمسطاع لنا في الحقيقة
فهب لي كمال الشكر في كل نعمة ... ... وان كان شكري لا يفئ بنعمة
العلي جل جلاله
بسلطانك الأعلى بما لك من علا ... ... ومجد وشأن يا علي ورفعة
بسلطانك الأعلى على كل شامخ ... ... بحجتك العليا على كل حجة
بسلطانك الأعلى على كل غالب ... ... وما قدر ذي غلب بأعلى لفطرة
بسلطانك الأعلى بقدر جلاله ... ... ... وأخذته بالعدل أعظم أخذة
بسلطانك الأعلى الجليل علوه ... ... ... عن الكم والتكييف والمتوية
بسلطانك الأعلى المنيع لذاته ... ... ... بتصريفه الآيات تصريف قدرة
بسلطانك الأعلى المجيد الذي عنت ... ... لعزته الأكوان اذعان هيبة
صفحه ۵۹