ما بدل القوم في دار ولا جمل ... ... وهم على العهد ما حالوه بالغير
شفيت نفسك من غيظ بها بدم ... ... من مهجة الدين والايمان منفجر
دم ابن وهب وحرقوص وحبرهم ... ... زيد ابن حصن خيار الأمة الطهر
دماء عشرين ألفا وقت جمعتهم ... ... وسط الصلاة همت كالوابل الهمر
ليهنك الدم يا منصور قد رجفت ... ... منه السموات والارضون من حذر
لو ان رمحك في حرقوص اشتركت ... فيه الخليقة أرادهم إلى سقر
يا فتنة فتكت بالدين حمتها ... ... ... تذوب من هولها ملمومة الحجر
ما ساءني أن أقول الحق أنهم ... ... قوم قتلتهم بغيا بلا عذر
وانهم أولياء الله حبهم ... ... ... فرض وبغضهم من أفظع النكر
صلى الإله على أرواحهم وسقى ... ... أجداثهم روحه بالأصل والبكر
برهان الاستقامة
علمت ربي ولا عين ولا أثر ... ... ولا ظروف ولا شرط ولا صور
ما فات علمك موجود ولا عدم ... ... جار بعلمك ما تأتي وما تذر
وليس علمك موقوفا على حدث ... ... ما كان أو لم يكن يجري به قدر
والاستحالة والامكان حكمها ... ... وفق المشيئة أن شئت مقتصر
قدرت شيئا محالا ثم تجهله ... ... ... سبحان سبحان حق القدر ما قدروا
ما للطبيعة تنزو فوق مركزها ... ... ومالها في الذي تنزو له اثر
أليس نفس الهيولي لا يحركها ... ... إلا المعلل والمعول مقتسر
والحد والرسم والأشكال والصور ... ... والحل والعقد والابرام والغير
والكل والجزء مما كان ممتنعا ... ... وغير ممتنع في اللوح مستطر
وكل ما كان موجودا ومنعدما ... ... فمن ارادته لا شك مؤتمر
أيجهل الله أمرا نحن نعلمه ... ... ... ان ليس تحصره من جنسه صور
من أمره اللم يكن واللا يكون وكن ... ... فكيف يجهل ما يستحصل البشر
من ذا أفاض علينا ما نحصله ... ... من العلوم وما تستدرك الفكر
هب القوى أدركت فالمدركات لها ... ... قيودها العلم والادراك والنظر
ومن أمد القوى حتى يحصل في ... ... من كان هيأها حتى بدا الأثر
وهل معارفنا إلا مواهبه ... ... ... والكسب في ضغطه التكوين منحصر
أنحن نعلم بالتعقيل منعدما ... ... ... وخالق العقل عنه الأمر مستتر إن شاء شيئا فذاك الشيئ يعلمه ... ... أو لم يشأ انطوى عن علمه الخبر
صفحه ۳۰