والجهل بالصنع عجز لا تقوم به ... ... على كمالاتها الأكوان والفطر
إن كان يجهل شيئا قبل موقعه ... ... فإنه قبل ذاك الشيء مفتقر
ما الشأن في الذات قبل الخلق في الأزل ... قد عزها العلم لا سمع ولا بصر
استغفر الله هذا الكون علة عل ... ... م الله أم كيف هذا العلم يعتبر
قد قف شعري من خطب خذيت له ... ... تكاد منه السما والأرض تنفطر
آها على فلتة جاء البصير بها ... ... قد خاصمته وأنت الفيصل الذمر
أقول للعقل والبرهان في يده ... ... هلا حكمت وانت الفيصل الذمر
سلبته صفة ذاتية وجبت ... ... ... لذاته حيث لا كون ولا فطر
فحين أوجدها صنعا أصفت له ... ... علما يسلوق ما يجري به القدر
هلا حكمت بأن الذات عالمة ... ... بنفي اضدادها من قبل ان ذكروا
هلا حكمت بان الذات فاعلة ... ... ... بالاختيار لما تأتي وما تذر
لو لم يكن علمه بالشيء يسبقه ... ... لكان بالطبع أو بالجبر يقتدر
لو كان يختار أمرا ليس يعلمه ان ... ... حل الوجود لما تأتي وما تذر
يدبر الأمر مطويا على غرر ... ... ان كان يغرب عن ادراكه الغرر
ما كان أغناه عن تدبير صنعته ... ... إن كان يجهل قبل الصنع مالخبر
سبحان ربي تقديسا لعزته ... ... ... في علمه النفي والاثبات منحصر
بالذات للذات معلوماته انكشفت ... ... ما ثم واسطة في الذات تعتبر
وكونه النفي والاثبات حكمته ... ... يقضي بادراكه المنفي لو نظروا
أأوجبت علمه آثار قدرته ... ... ... فيلزم الجهل لو لم يظهر الأثر
لو كان ذاك لمست ذاته علل ... ... ... اذ الصفات إلى الأحداث تفتقر
أو يلزم الدور فيها أو مرادفه ... ... أو ليس يعلم إلا حين يقتدر
هب أنه لم يشأ شيئا فاعدمه ... ... ... أكان ما شاء نفيا عنه يستتر
أم كان مالم يشأه الحق منفعلا ... ... لذاته قادر في نفسه قدر
أو كون ما كان معدوما تقدمه ... ... أم صده جل عنه العجز والخور
ما للعقول على أقوى بساطتها ... ... ضلت فلم تفنها الآيات والنذر
تحكمت في صفات الله جاعلة ... ... حقيقة الذات للعلات تأتمر
صفحه ۳۱