والآن هاأنت أيها القارئ الكريم أمام هذا الشاعر العماني وديوانه فلأدعك بعد أن رسمت لك خطوط شعره وعرفتك به راجيا منك العذر على الإطالة وأن تتغاضى عن اتجاه الشاعر الطائفي في بعض الأبيات التي آثرنا إثباتها اتباعا للأمانة الأدبية وتلتمس له العذر من عصره الذي عاش فيه عصر ما قبل الحرب العالمية الأولى. وأدع الله معي أن يهيئ لعمان سبل المجد وأن يحفظها من مكائد الاستعمار وأن يبلغها الذروة التي أرادها لها الشاعر فتسير مع شقيقاتها جنبا إلى جنب متحدة مع الموكب العربي.
الباب الأول
القصائد الدينية
الفصل الأول
في ذكر الله جل جلاله
القصيدة النهروانية
سميري وهل للمستهان سمير ... ... تنام وبرق الأبرقين شهير
تمزق أحشياء الرباب نصاله ... ... وقلبي بهاتيك النصال فطير
تطاير مرفض الصحائف في الملا ... ... لهن انطواء دائب ونشور
يهلهل في الآفاق ريطا موردا ... ... طوال الحواشي مكثهن قصير
بمنتحبات مرزمات يحثها ... ... ... حداء النعامى دمعهن غزير
تنبه سميري نسأل البرق سقيه ... ... لربع عفته شمأل ودبور
ذكرت به عهدا حميدا قضيته ... ... وذو الحزن بالتذكار ويك أسير
عهودا على عين الرقيب اختلستها ... ... ذوت روضة منها وجف غدير
متاعي رجع الطرف منها وكل ما ... ... يسرك من عيش الزمان قصير
وبي من تباريح الجوى ما شجا الهوى ... وذلك ما لا يدعيه ضمير
وفت لرسيس الحب بالصبر مهجتي ... وما كل من شف الغرام صبور
إلا فما بالي وغور مدامعي ... ... ... ودمع التصابي لا يكاد يغور
أدهري عميد الحب والعوذ ذابل ... ... فهلا واملود الشباب نضير
عذير غوايات الغرام من الصبا ... ... وما الغوايات المشيب عذير
وكل غرام قارن الشيب سوءة ... ... وكل غرير في المشيب غرور
أبعد تباشير المشيب غواية ... ... ... وللعقل منها زاجر ونذير
تناقلني عمران عمر قد انحنى ... ... يشيب وعمر للشباب كسير
تناهت حياتي غير نزر على شفا ... ... وذلك قدر لو نظرت يسير
صبابة عمر حشوها الغي والهوى ... ... وهذا مقام بالتقاة جدير
تقضي ثمين العمر في نشوة الهوى ... ... وحشو مزادي باطل وغرور أألهو وقد نادى المنادي لمنتهى ... ... إليه وإن طال المطال أصبر
صفحه ۱۸