ولد الشاعر ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بمدينة محرم وهي مركز قبيلة بني رواحة التي ترجع إلى قبيلة عبس المشهورة وتعتبر في عمان من القبائل الكبرى وتسكن في واد خصيب حصين. وقد نشأ هنالك وأخذ علمه من عدد من المشائخ وعرف في عمان الأدب والفقه الإسلامي وقد كانت الحالة الأدبية في عهده زاهية بشعراء عرفوا بالرقة في شعرهم ومتانة الأسلوب منهم الشاعر خميس بن سليم لمدينة سمائل وهي من المدن العمانية الكبرى وإحدى مراكز التجارة الهامة يسكنها أكثر من أعيان أفراد قبيلة بني رواحة وكانت مدينة الإمام الخليلي رحمه الله. ومنهم الشاعر محمد بن شيخان صاحب الغزل الرقيق الذي يكاد أن يقف مع أبي مسلم ومن معاصريه أيضا من الشعراء المر بن سالم. ويدرك القارئ من هذا أن المحيط الأدبي في زمن الشاعر كان خصبا فكثيرا ما إجتمع الأدباء ودرسوا إنتاج رفاقهم وكانت القصيدة تلاقي حفاوة بالغة لدى الفناس غير أن أبا مسلم لم يكن همه العيش فحسب بل أنه أحس بالواجب الملقى على عاتقه وتحسس الحوادث التي ينتظر أن تحقق الآمال في المستقبل فأراد أن يكون موجها لها فهاجر إلى أفريقية الشرقية حيث يسكن أخوته وحيث يتمتع العمانيون بنفوذ كبير وحيث يستطيع أن يوجه حرا فعاسن بزنجبار مرموق المكانة عند الناس عزيز الجانب ومنها أخذ يبلغ دعوته وينظم القصائد الاستنهاضية التي أشرت إليها أول البحث وبقي بزنجبار حتى اختاره الله إلى جواره في اليوم الأول من شهر صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف هجرية وقبره معروف تغمده الله برحمته وأسشكنه فسيح جنته وكان معروفا بالخلال الحميدة والأعمال الصالحة ثابت المبادئ واضح الأهداف وشعره الصادق خير موضح عن نفسيته الطاهرة.
صفحه ۱۷