مريضة هي في الإجفان إن مرضت ... قلوبكم أم نأي عنهن وجدان
ما عودتها بنو عدنان ما لقيت ... ... منكم ولا أسكنتها الغمد قحطان
لا تحملوها إذا كانت لزينتكم ... ... إن الرجال بفعل السيف تزدان
ألا تلاحظ أيها القارئ الكريم هذه الروعة التي يشير بها الشاعر من يخاطب ألا ترى إنها كفيلة بأن تجعل منه لهبا وقوده الأعداء ألا ترى الاسلوب القوي والشعر الرصين. ومع ذلك فإنه يود أن يكون في عمان، إنه لا يرضى بالشعر وحده، لا يرضى بأن يكون زوبعة على أعدائه يأتيهم بالويل والثبور كلا إنه يريد أن يكون وحده هذه الزوبعة يريدها أبا مسلم لحما ودما لا أبا مسلم شعرا ولا رأيا فحسب فأسمعه كيف يندب حظه ويأسف لتقصيره عن الجهاد مع إخوانه في عمان:
أفارق في أفريقيا عمر عاجز ... ... وبي كيس كالطود في النفس جاثم
كأني كهيم الطبع أو قاصر الوفا ... أو الخصم مظلوم أو الحق ظالم
وتسري سيوف الله في جنب خصمه ... بإيمان أمجاد وسيفي نائم
وأبو مسلم وراء النضال الوطني في كل مكان ما يكاد يسمع بأمة إسلامية أو عربية تحطم القيد أو تحيي مجدها حتى يكون لها داعيا ومشجعا فكيف إذا وجد ذلك في مصر من الأمة التي حملت مشعل العروبة وتؤدي أمانته اليوم حق التأدية:
يا بني التوحيد في مصر لقد ... ... ... صرتم في جبهة الدهر غرر ...
صبغة الله على نهضتكم ... ... ... إن من كان مع الله انتصر
بيئة مخلصة صادقة ... ... ... لم يدنسها رياء وأشر
فخذوا وجهتكم واصطبروا ... ... ... لا ينال النجح إلا من صبر
ويواصل توجيهاته للالتفاف نحو دعوة مصر ثم لا يقنع فيجب أن يشارك بالجهاد.
لو يكون الشعر نصرا لم أزل ... ... أنظم الأنجم لا أرضي الدرر
صفحه ۱۱