قال: ولا يحل للمحرم أن يقطع شجرة رطبة من شجر الحرم, أو يتطيب بورس أو زعفران , أو يلبس ثوبا له ريح طيب , ولا ينتف , ولا يمس طيبا .
فمن نتف ثلاث شعرات فصاعدا , أو حلق رأسه , أو فعل شيئا مما ذكر فعليه فدية من صيام أو صدقة أو نسك , شاة يذبحها للفقراء أو المساكين , وليتصدق بلحمها , وجلدها .
تفسير البيت العتيق والطواف به :
قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة (الآية:125):
{ وإذ جعلنا البيت } يعني: البيت الحرام { مثابة للناس وأمنا } يعني: البيت الحرام يثوبون إليه كل عام لا يقضون منه وطرا, ثم قال { وأمنا } يعني: لمن دخله في الجاهلية في وهادته , ومن دخله وقد أصاب اليوم ذنبا يجب فيه الحد , ثم لجأ إلى أرض الحرم أمن فيه, ولكن على أمير مكة أن يخطب الناس فيقول :
إن فلان ابن فلان قد أحدث حدثا فلا تأووه , ولا تطعموه , ولا تقوه , ولا تبايعوه , ولا تخالطوه , ويجعل عليه رقباء.
فإذا خرج من أرض الحرم , يقام عليه ما أحل بنفسه .
قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مكة حرام بحرام الله , لم تحل لأحد قبلي , ولا تحل لأحد من بعدي , إنما أحلت لي ساعة من نهار ". يعني: يوم فتح مكة ثم حرمت .
قوله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } يعني : يقول , صلوا عند مقام إبراهيم , ولم يأمر بمسحه , ولا تقبيله ولا بغسله, وقال: { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي } يعني : من الأوثان , يقول: لا تذر صنما ولا وثنا حول البيت { للطائفين } يعني: الطائفين بالبيت من حجاج أو عمار المسلمين من غير أهل مكة{ والعاكفين } يعني: المقيمين فيها أهل مكة { والركع السجود } يعني : في الصلوات، نظيرها في سورة الحج .
صفحه ۷۶