ووجدت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد الحرام ونظر إلى البيت يقول :" اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما , وعظم من عظمه , وكرم من حجه واعتمره تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا وإيمانا من عبادك الصالحين , ثم يمشي رويدا حتى يستلم الحجر الأسود ".
قال : فإذا قدم الحاج البيت بدأ بالحجر الأسود فاستلمه بيده اليمنى وكبر الله , ثم يطوف عن يمينه سبعا، وإن استطاع أن يمس الحجر الأسود في كل تطويفه فعل , وإلا فيكبر حياله ويختم به طوافه السابع .
قال: ويستحب أن يكثر من هذا الدعاء ما بين الركن اليماني إلى الحجر الأسود: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار.
وفي المواقيت كلها تكثر من ذكر الله في الطواف والتسبيح , والتهليل والثناء على الله , والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : إنما جعل الطواف بالبيت لإقامة ذكر الله , فمن طاف بالبيت فقد اقتدى بالملائكة الذين هم حافين من حول العرش .
قال : فإذا فرغ من الطواف بالبيت سبعا فليصل ركعتين عند مقام إبراهيم مستقبلا البيت , وليسأل الله حاجته , فإذا سلم فليستقبل الحجر الأسود فيكبر الله , ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم يخرج من باب الصفا إلى الصفا.
تفسير الصفا والمروة :
قوله في سورة البقرة(الآية:158):
{ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت } وذلك أن الحمس: قريش , وكنانة, وخزاعة, وعامر بن صعصعة, قالوا: ليس الصفا والمروة من شعائر الله .
قال : وكان على الصفا صنم في الجاهلية, فقالوا: علينا حرج في الطواف بينهما, ولا يطوفون بهما, فنزلت فيهم { إن الصفا والمروة من شعائر الله } يعني: هما من أمر المناسك التي أمر الله بالطواف بهما .
وقوله في سورة المائدة :
صفحه ۷۷