قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة (الآية:196): { وأتموا الحج والعمرة لله } وذلك أن مشركي العرب كانوا يشركون في إحرامهم فقال: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }(آل عمران:97) فقال الله للمسلمين: { وأتموا الحج والعمرة لله } يعني: خالصا لا تخلوطها بشيء , فتستحلوا فيها ما لا ينبغي, وهما فريضتان واجبتان .
ثم قال في التقديم: { واتقوا الله } يخوفهم الله ألا يستحلوا فيهما ما لا ينبغي { واعلموا أن الله شديد العقاب }(البقرة:196) إذا خالفتم .
قوله في السورة التي يذكر فيها الحج (الآية30-31):{ فاجتنبوا الرجس من الأوثان } يعني : فاجتنبوا من الأوثان الإثم , يعني: عبادة الأصنام { واجتنبوا قول الزور } يعني الكذب , وذلك أن الحمس : قريشا , وكنانة وخزاعة , وعامر بن صعصعة كانوا يشركون في إحرامهم في الجاهلية , كانوا يقولون :" لبيك اللهم لبيك , لا شريك لك , إلا شريكا تملكه وما ملك ".
قال الله تعالى :{ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } { حنفاء لله غير مشركين به } يعني: مخلصين لله بالتوحيد والعبادة في الحج والعمرة , وغير ذلك { غير مشركين به}. ثم عظم الشرك فقال : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء } يعني : فكأنما وقع من السماء { فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } يعني: بعيدا , فهذا مثل الشرك في البعد من الله ، ومن أصر على ذنب ومات عليه فهو بعيد من الله.
عن ابن عباس أنه قال: " كانت تلبية النبي عليه السلام في الحج " لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك , لا شريك لك ".
صفحه ۷۳