والتلبية جواب الله في نداء إبراهيم قال: { أتوك رجالا } يعني : مشاة على أرجلهم إلى البيت { وعلى كل ضامر } يعني الإبل { يأتين من كل فج عميق } (الحج:27) يعني: يجيئون من كل مكان بعيد .
تفسير ما يوجب الحج :
قوله في السورة التي يذكر فيها آل عمران(الآية:97):
{ ولله على الناس حج البيت } يعني: المؤمنين" حج البيت" { من استطاع إليه سبيلا } يعني: من وجده استطاع إليه بلاغا .
قالوا: يا نبي الله وما الاستطاعة ؟ قال: زاد وراحلة .
{ ومن كفر } يعني : ومن لم يحج { فإن الله غني عن العالمين } قال : ومن وجد سعة في المال ويستطيع أن يحج من غير عذر حتى ذهب ماله , فقد وجب عليه الحج , وهو دين عليه في حياته وموته .
ومن لم يجد مالا ويستطيع أن يحج به فليوص به من يحج عنه , وليس على العبيد , والصبيان حج , ولكن إن كان للعبد مال يستطيع فليجتهد جهده , ويرغب إلى مولاه حتى يأذن له في الحج .
قال أبو الحواري : لا مال للعبد , ولا حج على العبد ومال العبد لسيده , ولا يجوز إلا بإذن سيده .
وقال : ومن حج عن ميت بعدما حج لنفسه فقد أجزى عن الميت حجة , وهو مأجور إن شاء الله .
وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم , سمع رجلا يلبي عن آخر , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " إن كنت حججت لنفسك وإلا فحج [ لنفسك] ثم حج لغيرك".
وقال ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الله يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة , الحاج عن الميت , والميت الذي أوصى بالحج , والمنفذ ذلك عن الميت إذا كانوا مسلمين ".
تفسير ما أمر الله من تمام الحج والعمرة في المواقيت والتلبية :
صفحه ۷۲