بناؤه من خمسة جبال , فلما فرغا من بناء البيت قالا : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } فجاءه جبريل حتى دله على الحجر الأسود فاستخرجه من جبل أبي قبيس , وهو الجبل الذي الصفا في أصله , فوضعه .
قال : ثم صعد إبراهيم على [ جبل] أبي قبيس , فنادى في الناس فقال : يا أيها الناس أجبيوا ربكم , إن الله يأمركم أن تحجوا بيته فحجوه , فسمع نداء إبراهيم كل مؤمن بالتلبية , فالتلبية جواب [ الله ] عن نداء إبراهيم خليل الرحمن .
والحجر الأسود كان أبيض , ويعود كما كان أبيض , ولولا ما مسه من أنجاس أيدي المشركين ، ما مسه ذو عاهة إلا شفاه الله , يجيء وله يوم القيامة عينان , وشفتان يشهد بالوفاء لأهله لمن استلمه مخلصا .
فأوحى الله تبارك وتعالى إليه { ليشهدوا منافع لهم }(الحج:28) يعني: مغفرة لذنوبهم يوم عرفة .
عن ابن عباس أنه قال: الجنة لكل تائب وآمن، لكل من تاب وآمن وعمل صالحا والمغفرة لكل واقف بعرفة من المسلمين .
عن ابن عباس , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مكة حرام حرمها الله إلى يوم القيامة , لا تحل لأحد من قبلي ولا تحل لأحد من بعدي , وإنما أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلي خلاؤها ولا يعضد عصاؤها، ولا يحصد شوكها , ولا ينفر صيدها , ولا تحل لقطتها إلا لمن ينشدها ".
قال : وأرض الحرم حرام جبالها إلى السماء العليا إلى منتهى العرش وجبالها إلى الأرض السفلى إلى الهوى .
قوله: { وأرنا مناسكنا }(البقرة:128) يعني: علمنا مناسكنا, وذلك أن جبريل انطلق بإبراهيم إلى عرفات يوم عرفة , فعرفه بها ثم رده إلى منى , فقصد له إبليس عند موضع الجمار , فأمره جبريل أن يرميه بسبع حصيات , يكبر مع كل حصاة تكبيرة , فجاء به ورمى الجمار في ذلك , والله أعلم .
صفحه ۷۱