إن المعتكف يأتي لصلاة الجمعة , ولا يأتي جنازة , إلا جنازة يلي الصلاة عليها , فإذا وصل رجع إلى اعتكافه , ولا يقعد ولا يعود مريضا ويقضي حاجته من البول والغائط , ولا يأتي أهله إلا لحاجة لا بد منها منقطع للعبادة.
قال : وإن طول الصلاة , وكثرة القيام والصدقة مخشعة للقلب ما لم تر في أنك خير من أخ لك , إن كان لا يجتهد في بعض ذلك كما تجتهد , وإن الاقتصاد في اللباس والمطعم والمشرب والمركب والهيئة كلها , والتواضع لله في ذلك لحسن ربيح في عمل الآخرة , ما لم تر في نفسك أنك خير وأفضل من أخ لك , إن كان يلبس بعض اللباس , وتصيب من بعض ذلك ما لا يصيب , أصدق منك في حب الله فإنك لن تجد أحدا إلا وهو يزعم أنه يحب الله , وليس شيء أحب إليه من الله , وذلك مما يخيل إليه , وإنما يحب الله من أحب طاعته , ثم عمل بها , وأبغض سخطه ثم اجتنبه , فذلك الذي أصدق في حب الله .
ولن تجد أحدا إلا وأنه يزعم أنه يحب الجنة , وذلك مما يخيل إليه , وإنما يحب الجنة من أحب سبيلها ثم سلكها , وسبيلها التقوى والأعمال الصالحة. وكيف يحب الجنة من ترك سبيلها الذي يهدي إليها قبلا .
ولن تجد أحدا إلا وأنه يزعم أنه يبغض النار ويكرهها , وذلك مما يخيل إليه , وإنما يبغض النار ويكرهها من أبغض سبيلها ثم تركه , وسبيلها الخطايا والمعاصي والسيئات .
/
صفحه ۶۹