ثم قال{ سلام هي } يعني: هي سلام وبركة , وخير الليلة كله من غروب الشمس { حتى مطلع الفجر } ينزل جبريل في تلك الليلة إلى الأرض , ومعه الملائكة فيسلمون على المؤمنين والمؤمنات { ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم* وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم }(غافر:7-9) } قال : وليلة القدر في كل شهر رمضان في كل سنة إذا كان الشهر ثلاثين يوما, وإذا كان تسعا وعشرين يوما , فاطلبوها أول ليلة إلى آخر ليلة , وكل ليلة فيها الرجاء , كما قال الله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }(البقرة:185) قال: والفرقان يعني:المخرج في الدين من الشبهة والضلالة { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }.
تفسير الاعتكاف :
قوله في سورة البقرة (الآية:187): { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } وذلك أن أحدهم كان يعتكف في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فكان إذا أراد الغائط بالليل , خرج من المسجد فيأتي أهله فيجامع امرأته ثم يغتسل ويرجع إلى المسجد , فنزلت { ولا تباشروهن } يعني : ولا تجامعوهن , يعني :النساء { وأنتم عاكفون في المساجد } ليلا ولا نهارا ما دمتم معتكفين . قال { تلك حدود الله } يعني : تلك المباشرة معصية لله { فلا تقربوها كذلك } يعني : هكذا { يبين الله آياته } يعني : أمره ما ذكر من الاعتكاف { للناس لعلهم يتقون } يعني : لكي يتقوا المعاصي في الاعتكاف . فلا تجامعوا النساء ليلا ولا نهارا ما دمتم معتكفين .
عن ابن عباس قال : لا اعتكاف إلا بالصوم , وعن عائشة مثله : لا اعتكاف إلا بالصوم .
ويكون ذلك في مسجد جامع يصلى فيه الصلوات الخمس .
وعن سعيد بن جبير قال : المعتكف يشهد الجنازة والجمعة ويعود المرضى , ولا يجلس , ولا يدخل في بيت مسقف , ولا يستأنس لحديث , ويرجع إلى أهله في البول والغائط , ويأمر بحاجته من غير أن يجلس ولا يبيع ولا يشتري ولا يعمل للدنيا, ويكون عمله وهمه الآخرة .
قال أبو الحواري :
صفحه ۶۸