15- تفسير آيات الاقتصاد في النفقة وثواب العطية والقرض الحسن
تفسير ما أمر الله في اقتصاد النفقة في حق الله :
قوله في السورة التي يذكر فيها بنو إسرائيل(الإسراء:29) حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك }فهذا مثل ضربه الله , يقول : لا تمسك من البخل عن النفقة في حق الله , فلا تنفق شيئا , بمنزلة المغلولة يده إلى عنقه لا يستطيع بسطها , ثم قال : { ولا تبسطها كل البسط } يعني: لا تبسطها في العطية , فلا يبقى عندك شيء , فإذا سئلت لم تجد ما تعطي { فتقعد ملوما } يعني: يلومك الناس وتلوم نفسك{ محسورا } يعني: منقطعا به قد حسرت من المال ليس عندك منه شيء.
قال: وأثنى على من يقتصد في النفقة في الفرقان (الآية:67) قوله { والذين إذا أنفقوا } يعني : النفقة في طاعة الله { لم يسرفوا } في النفقة بغير الحق { ولم يقتروا } يعني: ولم يمسكوا عن النفقة , ولا ينفقون , ولكن اقتصاد { وكان } يعني : الاقتصاد في النفقة { بين ذلك } بين الإسراف والإقتار { قواما } .
تفسير من يعطى عطية ليعطى أكثر منها:
قوله في سورة المدثر (الآية:6): { ولا تمنن تستكثر } يقول: لا تعطي عطية لتعطى أكثر من عطيتك.
وقوله في سورة الروم (الآية:39):{ وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله } يقول: ما أعطيتم من عطية لتزدادوا بذلك في أموال الناس, يعني : لتلتمسوا بها الزيادة من أموال الناس "فلا يربوا عند الله" يعني : فلا تضاعف تلك العطية عند الله ولا تزكوا , وليس فيها [ثواب].
صفحه ۵۸