( وكنت أرى هجرا فراقك ساعة
ألا لا بل الموت التفرق والهجر )
( أحقا عباد الله أن لست لاقيا
بريدا طوال الدهر ما لألا العفر )
( فتى ليس كالفتيان إلا خيارهم
من القوم جزل لا ذليل ولا غمر )
( فتى إن هو استغنى تخرق في الغنى
وإن كان فقر لم يؤد متنه الفقر )
( وسامى جسيمات الأمور فنالها
على العسر حتى يدرك العسرة اليسر )
( ترى القوم في العزاء ينتظرونه
إذا شك راي القوم أو حزب الأمر )
( فليتك كنت الحي في الناس باقيا
وكنت أنا الميت الذي ضمه القبر )
( فتى يشتري حسن الثناء بماله
إذا السنة الشهباء قل بها القطر )
( كأن لم يصاحبنا بريد بغبطة
ولم تأتنا يوما بأخباره البشر )
( لعمري لنعم المرء عالى نعيه
لنا ابن عرين بعد ما جنح العصر )
( تمضى به الأخبار حتى تغلغلت
ولم تثنه الأطباع عنا ولا الجدر )
( فلما نعى الناعي بريدا تغولت
بي الأرض فرط الحزن وانقطع الظهر )
( عساكر تغشى النفس حتى كأنني
أخو نشوة دارت بهامته الخمر )
( إلى الله أشكو في بريد مصيبتي
وبثي وأحزانا يجيش بها الصدر )
( وقد كنت أستعفي الإله إذا اشتكى
من الأجر لي فيه وإن سرني الأجر )
( وما زال في عيني بعد غشاوة
وسمعي عما كنت أسمعه وقر )
( على أنني أقنى الحياء وأتقي
شماتة أقوام عيونهم خزر )
( فحياك عني الليل والصبح إذا بدا
وهوج من الأرواح غدوتها شهر )
( سقى جدثا لو استطيع سقيته
بأود فرواه الرواعد والقطر )
( ولا زال يسقى من بلاد ثوى بها
نبات إذا صاب الربيع بها نضر )
( حلفت برب الرافعين أكفهم
ورب الهدايا حيث حل بها النحر )
( ومجتمع الحجاج حيث تواقفت
رفاق من الآفاق تكبيرها جأر )
صفحه ۴