( قال أبو علي ) قال أبو بكر وحدثنا عبد الأول بن مرثد قال حدثني أحمد بن المعذل قال رثى محارب بن دثار عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فقال هذه الأبيات
( كم من شريعة حق قد أقمت لهم
كانت أميتت وأخرى منك تنتظر )
( يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي
على النجوم التي تغتالها الحفر )
( ثلاثة ما رأت عين لهم شبها
يضم أعظمهم في المسجد المدر )
( فأنت تتبعهم لم تأل مجتهدا
سقيا لها سننا بالحق تقتفر )
( لو كنت أملك والأقدار غالبة
تأتي صباحا وتبياتا وتبتكر )
( صرفت عن عمر الخيرات مصرعه
بدير سمعان لكن يغلب القدر )
( قال ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى قال حدثنا أبو الحسن الأسدي قال حدثنا الرياشي عن العتبي عن أبيه قال رأيت امرأة بضرية جالسة عند قبر تبكي وتقول هذه الأبيات
( ألا من لي بأنسك يا أخيا
ومن لي أن أبثك ما لديا )
( طوتك خطوب دهرك بعد نشر
كذاك خطوبه نشرا وطيا )
( فلو نشرت قواك لي المنايا
شكوت إليك ما صنعت إليا )
( بكيتك يا أخي بدمع عيني
فلم يغن البكاء عليك شيا )
( وكانت في حياتك لي عظات
فأنت اليوم أوعظ منك حيا )
( قال ) وأنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش للأبيرد بن المعذر الرياحي يرثي أخاه بريدا
( تطاول ليلى لم أنمه تقلبا
كأن فراشي حال من دونه الجمر )
( أراقب من ليل التمام نجومه
لدن غاب قرن الشمس حتى بدا الفجر )
( تذكر علق بان منا بنصره
ونائله يا حبذا ذلك الذكر )
( فإن تكن الأيام فرقن بيننا
فقد عذرتنا في صحابته العذر )
صفحه ۳