[قلت: ووقفت على جواب للإمام المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي(1) أجاب به على الفقيه العالم يحيى بن أبي بكر العامري(2) ومنه: وأما الذي كان من حي الإمام الناصر -قدس الله روحه- مع فقيه المرواح(3) ومن دعاة العصر من الأحداث فيقول: السائل إما طالب رشاد أو متقحم عناد وأيا ما كان فلا بد من إيضاح الحق، وبيان الصدق، إلى أن قال: وأما الذي من حي الإمام الناصر مع فقيه المرواح فكيف ينكر ذلك في حقه، وهو الذي ألب القبائل على حربه وحماهم عن طاعته وأظهر أنه من المبطلين، وقد قال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا}[الأحزاب:60،61]، ولا فساد على الإمام(4) أكثر مما فعله فقيه المرواح من التحريض على حرب الإمام وإظهار كلمته المقبولة في قبائله بأن الإمام من الظالمين، وقد قال تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض}[المائدة:33]، وأي فساد بعد إفساده المذكور وسعيه في عدم ثبات يد الحق، وأخذ الحقوق ممن وجبت عليه، ووضعها في مستحقها، ومنع الظالمين من المظلومين، وعنايته في أن تستمر حالتهم على ما كانت عليه يومئذ وما هي عليه الآن من ظهور المنكرات، وفعل المحرمات، وشرب المسكرات واختلاط المخنثين من الرجال بالنساء وتوليهم لعلاجهن من نحو الخضاب والصفار والتخطيط، فقاتلهم الله أنى يؤفكون، ونسأل الله الإعانة عليهم كما أعان على أشكالهم من إخوانهم الأضلين ... إلى آخر الجواب، تركته اختصارا](1) ولهذا الفقيه رسالة شنع فيها على الزيدية وافترى عليهم فيها بما يكثر تعداده من الأباطيل وجعلهم كاليهود وأعظم من اليهود وضمنها كثيرا من الجبر وغيره مما يوجب الكفر. والسبب فيها أن الفقيه الفاضل جمال الدين محمد بن حسن الحسيني السودي(2) -رضي الله عنه- دعا طائفة من أهل ناحيته إلى العدل والتوحيد وكانوا ممن يعتزي الى الإمام محمد بن إدريس الشافعي(3) -رحمه الله- تعالى في المسائل الفقهية وينتحل في العلوم الأصولية بما لم يشتهر عن الشافعي من الجبر وغيره من الاعتقادات الكفرية.
وقد أجاب عن هذه الرسالة الفقيه العلامة المحقق محمد بن يوسف(1) بن هبة الفضلي القدمي(2) بجواب شاف في كتاب مجلد ضمنه ثلاثة فصول: الأول: في تتبع كلامه بالنقض والإبطال، والثاني: في إيراد شيء من المسائل الخلافية بين العدلية(3) والجبرية، والثالث: في ذكر طرف من فضائل أهل البيت -عليهم السلام- وفضل زيد بن علي -عليه السلام- وفضل الزيدية الذين ذمهم صاحب هذه الرسالة وبالغ في نقصهم(4).
وقد أحببت أن أذكر بعض ما ذكره الفقيه المذكور(5) في خطبة كتابه وأذكر الرسالة كلها ليتبين للناظر فيها بنور البصيرة، عقيدة منشئها، وتنكبه عن طريق النجاه.
صفحه ۱۱۴