قال الفقيه الفاضل العالم المحقق محمد بن يوسف المذكور -رحمه الله-: الحمد لله الذي جعل أهل بيت نبيه سفينة للنجاة من الردى وأئمة هادين إلى الهدى، من تمسك بهم اهتدى، ومصداق هذه المقالة قول النبي -صلى الله عليه وآله- الذي لا {ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}[النجم: 3،4] ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى))(1) إلى أن قال الفقيه المذكور -رحمه الله-: أما بعد فإني لما وقفت على قرطاس، فيه طعن على الفرقة الناجية الزيدية، والطائفة الموحدة العدلية، المتمسكين بمذاهب العترة الزكية، والمتبعون في علومهم، وأعمالهم، واعتقاداتهم، وأقوالهم في دينهم لأعلام السلالة الطاهرة المرضية، النبوية، العلوية، الحسنية، والحسينية أسباط خاتم النبيين، وأولاد أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وذرية سيدة نساء العالمين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وفي ذلك القرطاس، من الذم والتهجين بأعلام الزيدية الأكرمين، وإضافة الأقاويل الفرية والحكايات الغثة الردية، وتجميع صريح الإفك عليهم، ونسبة الاعتقادات الباطلة(2) إليهم ما لا يدين به من له أدنى مسكة من العلم والدين[341] ولا يفوه به من وقف على مجة من علوم العلماء المحققين(3)، إلى أن قال الفقيه المذكور -رحمه الله-: بل صار منشيء تلك(4) الكلم التي تضمنها القرطاس يخبط خبط عشواء ولا يدري أين تذهب به الأهواء ويقول ما هو بقول، وافتراء كلام، فضلاء الزيدية منه براء، فحسب المتكلم فيما تكلم به على الزيدية، وافترى وأقدم عليه من ذمهم واجترى رب العالمين ملك يوم الدين.
صفحه ۱۱۵