إلى أن بلغنا هنوما وجهاته .... فقام بها ما ثم من متأود
وفي أرض قحطان مررنا وبعدها .... نواحي حجور أهل حسن التودد
وفي السودة الغنا وقفنا لياليا .... بها سطعت أنوار يمن وأسعد
أقمنا بها تسعا وعشرين ليلة .... تقضت على ضاف من العيش أرغد
وجاز إليها زمرة بعد زمرة .... خضارم علم أهل حلم وسؤدد
أقاموا لنا حق الوداد وشمروا .... لفرض الجهاد الواجب المتأكد
ولما نهضنا من رباها تبسمت .... بروق لإقبال ونصر مؤيد
إلى قوله:
ولما وصلنا السود أذعن أهله .... وكل مسود حوله ومسود
وناصرة العز استقلت بطاعة .... وألقت قيادا واستجرت بمقود
أقمنا بها سبعا لإحياء سنة .... أميتت وشرع للنبيء محمد
وإيضاح نهج العدل بعد انتشاره .... وتمهيد شأن الدين خير ممهد
وسرنا وقد باحوا بود ورغبة .... لما شاهدوا من عفة وتغمد
وكم سادة جاؤا إلى السود قادة .... وشيعة صدق رب هاد ومهتدي
وفي مدع بتنا ليالي أربعا .... وعند بني العباس ذي القدر فانشد
ألم يأتنا فيهم سلاطين مسور .... بأكناف بيت الأبدر المتسند
ولما قطعنا وادي السيل قصدنا .... إلى ضلع مابين عال ومنجد
نصبنا بأرض المندليق خيامنا .... لدى بكر الحصن الحصين المشيد
وأكرم بمن في ربعه من أكارم .... سلالة داود المقام الممجد
فكم فيهم من فارس غير ناكص .... طويل نجاد السيف رحب المقلد
هم نصروا فاستعصموا بعرى الهدى .... ومن يعتصم بالحق يظفر ويسعد
وهم قابلونا بالجميل تكرما .... ألا هكذا فعل الجواد المجود
سقى بكرا أمزان غيث ورحمة .... تروح على تلك النواحي وتغتدي
وأروي لأبناء الزواجي مساكنا .... وأرض بني الخياط يارب أصيد
ولاتنس أيام الطويلة إنها .... لأيام يسر لم تشب بتنكد
توالت بها الأفراح فتح براقش .... وفتح لمفتاح على رغم حسد
ووافق فيها شيعة أي شيعة .... أولوا ورع في دينهم وتزهد إلى قوله:
صفحه ۷۷