شفوا بالتلاقي والتصافي وجدهم .... وجهدهم في أمرنا غلة الصدي
وسل بعد ذا سوق الخميس عن الذي .... جرى فيه من فعل وقول مسدد
ويوما بسهل الباقر اجتمعت به .... قبائل حار من سهول وأنجد
عديد الحصى مامنهم أحد عصا .... ومن يطع الهادي إلى الحق يرشد
ولما صعدنا عرثوبان أسفرت .... وجوه تقافي رأسه وتعبد
وبالهجرة الزهراء أنخنا ركابنا .... لدى مسجد في وسطها خير مسجد
فزال الوجا عنا وقرت عيوننا .... بإخواننا كم قانت متهجد
فمن راسخ في العلم غاية قصده .... ومطلبه إحراز كل مجلد
وهم بين دراس وبين مدرس .... ومسترشد في كسب علم ومرشد
ومن ناسخ يعلوا بياض طروسه .... بحبر على رأس اليراعة أسود
هم القوم لايشقى لديهم نزيلهم .... وهم مورد للضيف أعذب مورد
أقمنا الليالي البيض فيها وبعدها .... قطعنا على بعد المدا نهر سردد
فلما نصبنا بالخيام خيامنا .... نحاول فيها نضم شمل مبدد
ظفرنا بمارمنا ولبت مجيبة .... لدعوتنا طوعا ولم تتردد
إلى قوله:
ولما بلغنا مفحقا وجهاته .... رأيت إلينا حادرا كل مصعد
أعالي حضور لم يكن عن حضورها .... لدينا لمانبغيه ذات تمرد
وأهل حراز لم يكونوا عن اللقاء .... بأهل احتراز ثابت وتشدد
بلغنا بتيسير الإله ولطفه .... وماخصنا من نصره المتجدد
وإن ملأ الآفاق ودا ورغبة .... مع الناس من شيخ وكهل وأمرد
مبالغ لم يبلغ بتجهيز جحفل .... يفوت الحصى عدا وجندا مجند
وأقلامنا تدني لنا كل شاسع .... وأنفع من وقع القنا المتقصد
ولما بلغنا آنسا بعد قطعنا .... سهاما وصرنا حول ابنا أسعد
أنسنا بإخوان لنا وأحبة .... بشيبان وافوا من صحيح ومقعد
وفي آنس مرت ليالي أنيسة .... حسان أقمناها بغير تردد
فهذا مسيري قد شرحت مرتبا .... بنظم يحاكي نظم در منضد
وأما معاني سيرتي فجليلة .... لكل لبيب نابه ومبلد
هي الشمس لاتخفى ويخفى ضياؤها .... على مقلة إلا على عين أرمد
فياغافلا عنا وياجاهلا لنا .... إلى علم في رأسه النور فاقصد
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا .... ويأتيك بالأخبار من لم تزود فناشد ذوي التقوى وصاحب اولي النهى .... ولاتصحب الأرذال تردى مع الردي
صفحه ۷۸