[جواب الإمام عز الدين (ع) على الأمير محمد بن الحسين الحمزي]
فأجابه الإمام عز الدين بن الحسن عليه السلام بهذه القصيدة العصماء، ومافيها من فضائله فله أسوة بما ورد؛ كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا سيد ولد آدم ولافخر )) .
وبقول يوسف عليه السلام: {إني حفيظ عليم}[يوسف:55].
وغير ذلك من أقوال أمير المؤمنين عليه السلام ومن بعده من الأئمة الهادين.
وذلك لقصد البيان والدعاء إلى الحق، وذلك حسن، لا للفخر، وقد يكون واجبا، قال الإمام (ع):
مه ياعاذلي واترك ملامي .... إذا مافارقت عيني منامي
فمن طلب العلا سهر الليالي .... وساهر في الدجى شهب الظلام
دعوت إلى الخلافة غير وان .... وقمت محاولا رشد الأنام
وجبت الأرض من شام مريدا .... إلى يمن ومن يمن لشام
وأحييت الجهاد وكان ميتا .... وقام العدل حقا من قيامي
وأعززت الموالي في البرايا .... وأذللت العداة من الطغام
ودوخت الصياصي والنواصي .... فآذن كل عاص بانقصام
وأقرأ كل آونة وأقري .... ولي داع بحي على الطعام
وأعطي كل مستعط وأمطي .... وغيث أناملي في الأرض هامي
فلبى دعوتي العلماء طرا .... وكل مفضل من نسل سام
وطار شعاعها في كل أفق .... كنور الشمس أو بدر التمام
ولم تنفك تنمو في ازدياد .... وتطبيق كتطبيق الغمام
وقام بحقها الشرفاء طرا .... ووالي الكعبة البيت الحرام
وسادات وقادات وصيد .... وأملاك وفاة بالذمام
سوى الأمرا بني المنصور طرا .... ليوث الغاب والغلب الكرام
فما رفعوا لها رأسا ولكن .... تلقوها لعمرك بالتعامي
ولا أصغوا لها سمعا ودانوا .... بأن إمامهم غير الإمام
وهم أرحامنا وبنو أبينا .... نجار راسخ والفرع سامي
وقدما قوم المنصور منا .... غطارف قادة كم من همام
شيوخ بني الرسول وقائدوهم .... إلى نهج السلامة والسلام
سعوا في نصره مشيا إلى أن .... غدت أقدامهم حقا دوامي
وقووا أمره من بعد ضعف .... فمن عاداه ألصق بالرغام
وطالع سيرة المنصور تعرف .... سوابقهم وعد عن الخصام
وشمس الدين يحيى كان ركنا .... له ما إن تضعضع بانهدام
وبدر الدين قاد له جيوشا .... ودكدك بالخراب دروب يام
ومجد الدين كان له نصيرا .... بجند واسع لجب لهام
يدوس به تهامة بعد نجد .... ويدمغ للأعادي كل هام
إلى أن ذاق طعم الموت مرا .... وسالت نفسه فوق الحسام
وتاج الدين كان له ظهيرا .... يجوب لنصره ظهر الموامي
ألا بئس الجزاء به جزونا .... عقوقا دائما طول الدوام
وقالوا يا لضرب بالمواضي .... ومشق بالأسنة والسهام ولكن الإله لنا نصير .... به ثقتي تعالى واعتصامي
صفحه ۷۲