[قصيدة الأمير محمد بن الحسين الحمزي إلى الإمام عز الدين(ع)]
ومن الشعر الفائق الرائق الدال على كرم الأخلاق وطيب الأعراق مادار بين الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن والأمير محمد بن الحسين الحمزي المتوفى سنة (919 ه) حيث قال الأمير محمد:
أهاجك بالحمى نوح الحمام .... وبرق بات يشري في ظلام
وذكرك الهوى زمنا قديما .... ودورا بين سليام وحام
وأياما قطعناها وعيشا .... لذيذا مثل أحلام المنام
لهونا فيه بالغيد الغواني .... وبالجرد المطهمة الكرام
يطوف بها الرياض مع نجوع .... وأمن بين أنعام سوام
إذا حن الحوار أهاب راعي ال .... متالي والعياهيم الضخام
وظللت الخدور بنقع خيل .... يدور بها مطافيل النعام
وإن صاب الربيع بلاد قوم .... رعيناها بلا ذال ولام
ونأوي حين نأوي في بيوت .... عمود صغيرها في الحق سام
ونركز حولها سمرا طوالا .... تبلغنا بها باب المرام
نقبلها ونمسحها عشيا .... إذا شربت دما مهج الطغام
أناس يجمعون على الملاهي .... معا بين الصبية والغلام
فما من هلكهم ياصاح بد .... بعون الله ذي البيت الحرام
وأبلغ يانسيم لنا سلاما .... كزهر الروض عند الابتسام
إلى تاج الأئمة من قريش .... إمام العصر يالك من إمام
شريف من بني يحيى بن يحيى ال .... غطاريف البهاليل الكرام
إمام حبه للناس فرض .... به يرجى لهم دار السلام
أتينا نبتغي منه دعاء .... ونفعا في رضى رب الأنام
فشمر ثوبه منا احتراسا .... فيالك رمية من غير رام
عسى ولعل فيما كان خيرا .... ومايدري ابن آدم مايحامي
أردنا أن نكون له جنودا .... يصول بها على يمن وشام
فمامن قائم زدناه إلا .... رفعناه على أعلا السنام
وكنا دونه عن ما يلاقي .... وكنا خلفه فيما يسامي
وجاءتنا الثقات تقول إنا .... نرد حقير شيء للمقام
فقلنا ذاك أهون كل شيء .... عسى يأتي بجسرة في اللجام
وإن نظر العظيم إلى حقير .... فقد يبقى الحقير من العظام
وحمل الدهر في الدنيا ثقيل .... وينتج خطبه قبل الفطام
صفحه ۷۱