ونظم جاءنا حسن غريب .... بديع السبك يالك من نظام
يفوق الدر حسنا وابتساما .... ويحكي في البهاء زهر الكمام
أتى من أرفع الأمراء قدرا .... ومعدوم المناظر والمسامي
أثيل المجد بحر الجود حقا .... ومروي السيف في يوم الصدام
يكر على الكتيبة لايبالي .... ويقدم في الحروب على الحمام
وإن يغشى مقانبه فتور .... فذاك هو المدافع والمحامي
يعاتبنا على ترك التلاقي .... وذلك كان من جهة المقام
صددت عن اللقاء وملت عنه .... مساعدة لآراء اللئام
وكنت وعدت تلقى في جمادى .... وعودا مالها من انكتام
وجئنا من ربا كحلان قصدا .... لتعجيل اتفاق والتئام
ورسلك عندنا ماكان منهم .... سوى ماقد حتمت من اللزام
فلم تفتح إلى الميعاد طرفا .... وكان سحاب وعدك كالجهام
ولما أن قدمت أردت منا .... ملاقاة تعوق عن المرام
وصيرت التلاقي حيث كنا .... أردنا أن يكون من الحرام
وقلت لعل فيما كان خيرا .... وماخير البعاد عن الإمام
دواء قربه من كل داء .... ورؤيته شفاء للأوام
وقلت بلغت سؤلك في ولاء .... وفي ود وأخلاق وسام
أردنا أن نكون له جنودا .... يصول بها على يمن وشام
فتمم مانويت وقيت شرا .... فما شيء يصد عن التمام
أما فرض الجهاد أجل فرض .... وأوجب من صلاتك والصيام
وأفضل كل بر وهو قطعا .... لأنواع الفضائل كالسنام
وكل مفرط فيه سيضحي .... غريقا خائضا بحر الأثام
وماترك اللقاء إلى صعيد .... بمسقط فرضه عن ذي احتكام
فيا سبط الحسين وخير ليث .... يرى وسط الكريهة ذا ابتسام
أقم فرض الجهاد وقم وشمر .... لختم العمر من خير الختام
وكفر بالجهاد ذنوب دهر .... مضى لك منذ وقت الاحتلام
فأنت رضيع ثدي الحرب صدقا .... وماترضى لنفسك بالفطام
وماحرب على بغي كحرب .... على حق خلا عن كل ذام فحرب البغي خسر أي خسر .... يقود إلى الردى والانتقام
صفحه ۷۳