برابنسيو :
عافاكم الله. انتهيت. أرجو من سموكم أن يتحول اهتمامنا على مصالح الحكومة. كان خيرا لي أن أتبنى طفلا ما من أن ألد هذه. ادن منها أيها المغربي. أعطيك هنا عن رضا ما كنت لا أسمح لك به لو لم تسبق إلى ملكه. لك فضل علي يا جوهرتي بسرور عظيم سررته الآن، وهو أنني لم أرزق سواك من البنات، لأن فرارك كان يضطرني أن أعاملهن بقسوة المستبدين وأجعل في أعناقهن الحبال. انتهيت يا مولاي.
الدوج :
دعني أتكلم عنك وأذكر حكمة إذا عمل هذان العاشقان تدرجا إلى رضاك. حيث بطل نفع الأدوية زالت الآلام بزوال ما كان عالقا من الآفات. من عجز عن استعادة ما ذهبت به المقادير فالأجدر به أن يحول بصبره جد المصاب إلى سخرية ودعاب. الرجل الذي يسرق فيبتسم ينتقص شيئا من السارق، أما الذي يحزن بلا طائل فهو سارق نفسه.
برابنسيو :
إذن لندع الأعداء يغصبون منا قبرس ولا خسارة علينا ما بقي في استطاعتنا أن نبتسم هذه حكمة خفيفة على لسان من في قلبه مثل ما فيها من التسلية، أم الذي يحمل الم والحكمة معا فهو الذي يستعير من الصبر ما يدفعه إلى الحزن. أمثال تلك الحكمة، وفيها الحلو والصاب
15
مجتمعين والقوة والضعف متجاذبين، إنما هي كلم ملتبسات على أنها ألفاظ ولسن إلا ألفاظا. وما سمعت حتى الساعة بشفاء وصل من طريق الأذن إلى قلب جريح. لنتكلم الآن في شؤون الدولة. هذا ابتهالي إليكم بكل اتضاع.
الدوج :
الأعداء متجهون بأسطول شديد القوة إلى قبرس. عطيل أنت أدرى بجهد ما تستطيعه تلك الجزيرة من المقاومة ومع أن لنا هنالك عاملا ذكيا فيه الكفاية كل الكفاية لصيانتها إلا أن المشورة التي لها القول الفصل في تحول الأحوال هي التي آثرك وبك تجد مزيدا من الثقة فلا بد لك من أن تشوب بهجة فرحك بأخطار هذه الحملة وضوضائها.
صفحه نامشخص