وقيل: إن الكفار لما تواصوا إلى ان لا يصغوا إلى القرآن الكريم وإن يغلوا فيه ويعرضو عنه أراد تعالى المحبة لصلاحهم والنفاعة لهم فأنزل عليهم هذه الأحرف المقطعة ليكون ذلك سببا الإصغاء إليه لعل يظفروا ببغية لهم اما معارضة وإما تواصل إلى مناقضة فيهجم عليهم القرآن فيكون ذلك سببا إلى إسماعهم وطريقا إلى نفعهم كما روينا أن الوليد بن المغيرة سمع النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] يقرا حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم فأسخنه وأتى نادى قومه من بني مخزوم وقال: لقد سمعت من محمد كلاما ما هو نم كلام الإنس ولا هو من كلام الجن وإن له لحلاوه وإن عليه لطلاوه وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإن ليعلى وما يعلى عليه .
وروينا أن الوليد حين جمع المشركين لينظروا ما يقولون لمن سالهم عما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] فاتو بشيء لم يرضه الوليد فقال إن أصله لعذق وإن فرعه لجناه وعذق يروي (........ ص27 ) بعجمه والدال غير المعجمه وهوالما الكثير وكان أحد حدود النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] يسمى الغيداق لكثره عطائه.
يقال: أغدق الرجل إذا أكثر بصاقه ويروي -بالعين غير المعجمة المفتوحة والذال المعجمة- وهوا النخمه يقال لها غدق والذي يقوى عندي هو هذا الوجه والوجه أنه واقع فإنا روينا أنهم أضربوا في برأة نزول القرىن عن سماعه صفحا وطوفا عنه كشحا وأتى أمر بذلك فما منهم ما نزل الله تعالى هذه الأحرف فزعموا أنهم ظاهرون وقضية الهوى معه صلى الله عليه وآله [وسلم] في نزول الآية ظاهر وجائز أن يكون أيضا الوجه المتقدم فيه غرض الشيئ وإن كان ليس في القوة كهذا اسم إشارة بهم وهو وإن كان بشارة عند أهل العربية إلا بعد الثلاثة فإنا نقول : جاز لوجوه:
صفحه ۴۰