الأول: أن القرآن لما تنزل شيئا شيئا ونجما نجما كان في حكم البعيد وجه آخر: أنه تعالى وعد رسوله صلى الله عليه وآله [وسلم] أن ينزل عليه كتابا عند مبعثه لا يمحوه الماء فأخبر أمته بذلك ورث[27 - ] أمته ذلك لا يرى إلا قوله سبحانه :{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} وهذه الآية نزلت في المزمل وهذه السورة أنزلت في ابتداء المبعث .
وجه آخر: أنه يصح أن يستعمل ذلك مكان هذا وهذا مكان ذلك وقد
ورد في تفصيح من الكلام قال تعالى :{فذلك الذي لمتنني فيه} أي هذا وقال تعالى :{وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب} ويوم الحساب غير حاضر في حال الإشارة وقال سبحانه :{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون} ثم قال تعالى بعد هذا:{إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} وقال عز وجل :{واذكر عبدنا إبراهيم وإسحاق } إلى قوله تعالى:{ وكل من الأخيار} ثم قال سبحانه {هذا ذكر} وقال سبحانه {وقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى} وغير ذلك وهو كثير وقال:خفاف بن ندبة وندبة لغة وفيها روايتان بالباء والياء نقطتين ونقطة وكانت سوداء وكان يقال أنه إحدى أغربة العرب أسوادة:
تأمل خفافا إنني انا ذلك ......أقول له والرمح ياطر مطره ...
لا ريب فيه : أي لا شك فيه إنه الموعود عليك يا محمد في التورية والدلالة له على صدقك والريب : الشك وفيه قول جميل:
فقلت كلانا يا بثين مرتب ......بثينة قالت يا جميل أريتني ...
صفحه ۴۱