وإذ كنا لا نشك في نفاق من دينه بغض صنو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخيه وصديقه الأكبر وأبي ولده وأول مصدق له ومناضل عنه فهل يسوغ لنا أن نحكم بأن المنافق المذموم المارق من الدين المعدود في كلاب النار عدل ثقة مأمون حجة في دين الله ؟ حاشا
وقد تفلسف بعضهم فقال سبب تصديقنا للخوارج أنهم يكفرون بالمعاصي فكأنه جعل اعتقادهم كفر مرتكب الكبيرة مانعا لهم عنها وهذا لو كان صحيحا لوجب تصديق جميع الوعيدية المعتقدين خلود مرتكب الكبائر في جهنم سواء كانوا نواصب أو شيعة بدون فرق لأن من المتفق عليه أن الكذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كبيرة فتخصيصهم النواصب بالتصديق والشيعة بالتكذيب والتوهين وإن كانوا وعيدية ما نرى له مسوغ غير التعصب.
وحال الخوارج في الجور والظلم والفسق شر من حال غيرهم من الطوائف المنتسبة إلى الإسلام وعلى التنزل هم مثل غيرهم فما هو المسوغ لتوثيقهم غالبا.
وقد ذكر ابن بطوطة أنه رأى في بلادم بعض المخازي فتراجع رحلته، وقد سحت حيث يكثر النواصب وحيث الحكم والدولة لهم هناك من فواحش الفواحش وكبائر الكبائر ما يتكرم قلمي عن تسطير شرحه أمور لا يستخفي بها ولا يستحيى منها لا ينكرها منهم منكر ولا يغيرها مغير فما هو التمسك بأمور الديانة إذا ان كان ذلك ما أجمعوا عليه من بغضهم أخا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسبهم له فذلك ما نراهم متمسكين به أخزاهم الله ولعنهم.
صفحه ۳۳