وقد رد هذه السخافة ابن القيم في كتاب (زاد المعاد ) عند كلامه على قول تعالى { وربك يخلق ما يشاء ويختار } وأشار إلى هذا القاضي الشوكاني في كتاب (نيل الأوطار) وكذا غيرهما، والأدلة على هذا كثيرة كقوله جل وعلا { أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } وذلك بعد قوله تعالى { وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } وقوله عز وجل { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } وقوله تعالى { إن الله اصطفى آدم } الآيات، وقوله سبحانه وتعالى { الله أعلم حيث يجعل رسالته } وقوله جل جلاله { إني جاعلك للناس إماما } وقوله تعالى { واصطنعتك لنفسي } وقوله سبحانه { إن الله اصطفاه عليكم } وقوله جل وعلا { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } الآية، وقوله { الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس } وقوله سبحانه { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } وقوله عز وجل { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } وقوله { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء } الآية، وقوله تعالى { يؤتي الحكمة من يشاء } وقوله تعالى { ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } وقوله { ذرية بعضها من بعض } وقوله { وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم } وقوله سبحانه { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } وقوله { يختص برحمته من يشاء } وقوله تعالى { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } وقوله { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } وقوله { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } وقوله { وإني فضلتكم على العالمين } وقوله عز وجل { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } وقوله سبحانه { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } الآية، وقوله جل جلاله { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس } الآية، وقوله { سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } وفي هذا المعنى آيات كثيرة.
وأحاديث الاصطفاء والاختيار وما في معناهما كحديث ((الناس معادن)) نص في المسألة وهي في الصحيح والسنن والمعاجم والمسانيد كثيرة مما يفيد التواتر معنى، وذكرها والكلام عليها يخرجنا عما التزمناه من الاختصار والحق ظاهر لذي عينين وإنكار مثل هذا مكابرة والله أعلم.
إبطال جواب ابن حجر وإبطال قولهم في توثيق النواصب
ثم قال الشيخ رحمه الله ((وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي)).اه
ونقول: قد أوضحنا فيما تقدم أن البغض لأجل النصر كفر بواح سواء كان المبغض بسببه إنسانا أو حيوانا أو جمادا وإن تقييد الشيخ البغض الذي هو نفاق بذلك غفلة إذ به يهدر كلام المعصوم ويبطل وحققنا أن بغض علي مطلقا وكذا بغض الأنصار من أقوى علامات النفاق والهلاك فارجع إليه ترشد إن شاء الله تعالى.
شرح حال النواصب
صفحه ۳۱