أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتونا كلّ جنّ وخابل [١]
أتونا بشهران ومذحج كلّها ... وما نحن إلّا مثل إحدى القبائل [٢]
وأقرّ قيس بن الخطيم بغير هذا الجنس من الفرار فقال:
إذا ما فررنا كان أسوا فرارنا ... صدود الخدود وازورار المناكب [٣]
وقد علم قيس أنّ هذا الفرار لا يسمّى فرارا ولا يعيّر به أحد.
قال: ولمّا انهزم الناس يوم أبي فديك [٤] كان عبّاد بن الحصين [٥] في المنهزمين، وهو يصيح بأعلى صوته: أنا عبّاد بن الحصين! فقال له بعض المنهزمين: فلم تنوّه باسمك على هذه الحال؟
قال عبّاد: لكيلا تركبني غمرة [٦] .
_________
- ٣٦٤- ٣٦٥ والحق أنه لعامر بن الطفيل في النقائض.
[١] في الحيوان والديوان: «ولكن أتانا» . والخابل: الجن الذي يخبل الناس وفي الأصل: «وجامل»، صوابه من الحيوان والديوان.
[٢] شهران، بالفتح: هم شهران بن عفرس بن حلف (بالحاء المهملة) جمهرة أنساب العرب ٣٩٠، والاشتقاق ٥٢١. وفي الأصل: «بشهراز» تحريف.
[٣] ديوان قيس ٤١، والعقد ١: ١٤٩، وحماسة البحتري ٥٣، والأشباه والنظائر ٢٥، والخزانة ٣: ١٦٥.
[٤] أبو فديك: أحد الخوارج، وهو عبد الله بن ثور بن سلمة، من بكر بن وائل.
المعارف ١٨٥. وكان خروجه على عبد الملك في سنة ٧٢. ووجه إليه عبد الملك أمية بن عبد الله بن خالد فهزمه أبو فديك وفضحه، وأخذ أثقاله وحرمه. ثم وجه إليه عمر بن عبيد الله بن معمر، فلقية بالبحرين، فقتل أبا فديك واستنقذ منه حرم أمية بن عبد الله سنة ٧٤.
الطبري ٧: ١٩٤، ٢٠٥، واليعقوبي ٣: ١٨.
[٥] كان عباد يكنى «أبا جهضم»، وكان فارس بني تميم، وولي شرطة البصرة، أيام ابن الزبير. وكان مع مصعب أيام قتل المختار. قال الحسن: «ما كنت أرى أحدا يعدل بألف فارس حتى رأيت عبادا» . المعارف ١٨٢، وجمهرة ابن حزم ٢٠٧، ٢١٣، والمحبر ٢٢٢.
[٦] الغمرة من قولهم: رجل مغمور: ليس بمعروف مشهور.
1 / 42