نجّيت نفسي وتركت حزره ... نعم الفتى غادرته بأمره [١]
لا يترك المرء الكريم بكره [٢]
وقد أقرّ كلّ واحد من هذين على حدته بالعيب. وأمّا الآخر فإنّه حين فرّ ألزم نفسه وجميع الجيش، وهو قوله [٣]:
فإن يك عارا يوم ذاك أتيته ... فراري، فذاك الجيش قد فرّ أجمع [٤]
وأمّا عامر بن الطّفيل فقال [٥]:
أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتونا في العديد المجمهر [٦]
وقال لبيد [٧]:
_________
[١] في معجم البلدان والعقد: «بثبرة» وقال ياقوت: «وهو الموضع الذي فر فيه عتيبة بن الحارث شهاب، وأسلم ابنه حزرة فقتل» .
[٢] في العقد: «هل يترك الحر الكريم» .
[٣] هو نعيم بن شقيق التميمى، كما في حماسة البحتري ٥١.
[٤] رواية صدره في حماسة البحترى: «وإن يك عارا يوم فلج» وفلج هذا: واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم.
[٥] لم يرد في ديوان عامر بن الطفيل. وهو في العقد ٥: ٢٣٥ برواية: «نزونا للعديد» وقد قال هذا الشعر يوم «فيف الريح» بعد البعثة. وفيه وثب عامر بن الطفيل عن فرسه ونجا على رجليه، وأخذ مسهر بن يزيد الحارثي رمحه، بل زعموا أن بني الحارث بن كعب أخذوا امرأة عامر بن الطفيل. وانظر خبر هذا فى العقد والنقائض ١: ٤٧٢. وخبر عامر في محاولة الغدر برسول الله في شرحنا للمفضليات ٣٦٠.
[٦] لم يرد هذا البيت فيما اختاره المفضّل من قصيدته. ورواية العقد: «نزونا للعديد» وهي أصح، لأن بني عامر بن صعصعة رهط عامر بن الطفيل كانوا مكثورين بما اجتمع عليهم من القبائل من مذحج وغيرها. ورواية «في العديد» لا بأس إن أوّلت بعديد الأعداء. والبداد، كسحاب: المبارزة فردا لفرد. وفى الحيوان: «النداد» .
[٧] نسب الشعر في الحيوان ٦: ١٩٥ إلى لبيد أيضا. وهو ملحقات ديوانه-
1 / 41