قلت: قلت: ولك في الخوارج عبرة فإنها تستحقر الطاعات عند طاعاتهم، وقد صح بإجماع من يعتد به من المسلمين أنهم كلاب النار(1) وقد قتلهم أمير المؤمنين في النهروان أشر قتلة مع محافظتهم على الإتيان بالواجبات، واجتناب المقبحات، بل يكفرون بالمعاصي ولهم العبادة التي تعجب من وصفها عنهم ولم يبح الشارع قتلهم ويهدر دماءهم إلا لعلة بغض أهل البيت -عليهم السلام- وتكفيرهم أمير المؤمنين.
قلت: قلت: ولهذه العلة استحل أئمة الهدى من العترة المحقين قتل
البغاة ومانعي ما هو إلى الإمام بإذن الشارع الحكيم.
[النصب والرفض]
قلت: قلت: ومن هاهنا نتج النصب والرفض:
أما النصب : فحقيقته نصب العداوة لأهل الكساء الطاهرين، والعترة الطيبين؛ والنصب مراتب أعلاه قتالهم وشتمهم وسبهم واعتقاد خطأهم وبغضهم، وأدناه تصويب أعدائهم واعتقاد إصابة من ظلمهم وتقدم عليهم، والترضية على من حاربهم، وكان السبب في سفك دمائهم والذب عنهم والتأويلات الباطلة لهم على سيئ أعمالهم ونحو ذلك.
وأما الرفض: فحقيقته وأصله رفض الجهاد مع أهل البيت فإن الإمام زيد بن علي -عليه السلام- لما طلب منهم نصرته امتنعوا عنها فقال ما معناه: الله أكبر (ها)(2) أنتم والله الروافض[21ب-أ].
قلت: قلت: وقد لاقى بهذا المقام حكاية ما حكاه السيد أحمد بن محمد الشرفي فيما يقرب من الثلث الأخير من شرح (الأساس) لوالدنا الإمام القاسم بن محمد صاحب شهارة -عليه السلام- بعد أربع ورق تمضي من أول فصل إمامة الحسن بعد أبيه عليهما السلام على شرح قوله: ((وقالت الإمامية: بل طريقها إلى الإمامة النص)).
صفحه ۷۱