قلت: قلت : فإذا عرفت هذا فهي محمولة على أن محبهم يوفق للتوبة، وتكمل له الطاعات بحبهم، ولا تقبل طاعة مع بغضهم؛ فإذا عرفت هذا أيضا عرفت حينئذ أن محبتهم ومودتهم والتمسك بهم ونحو ذلك شرطا لازما في قبول أعمال المكلفين جميعا فلا تقبل أي طاعة من طاعات المكلفين سواء كانت متعلقة بالاعتقادات أو بالأعمال وسواء كانت فريضة أو غير فريضة، وسواء كانت بدنية أومالية إلا بذلك، فإذا انتفت المحبة والمودة ونحوها لهم عن مكلف لم تقبل أعماله جميعا؛ لأن المودة لهم ونحوها شرط في قبول الأعمال، وإذا بطل الشرط بطل المشروط والعكس أيضا من أنها لاتكفي مودتهم [22-ب] ونحوها من دون إتيان بالواجبات واجتناب المقبحات؛ لأنها فروض مفروضة كفرض مودتهم، ولا يقبل الله فرض مع الإخلال بالفرض الآخر متعمدا ألا ترى هل تقبل الصلاة من تارك الزكاة مستخفا بها معتقدا عدم وجوبها أم لا تقبل؟ والعكس كذلك فقس باقي الفروض على هذا.
قلت: قلت : وجميع هذا الذي قلته قد دلت عليه الأدلة الشرعية ألم يبلغك قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: ((من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا [21أ-أ] أو نصرانيا)) أوكما قال- والمعنى -والله أعلم- أنه يموت غير مقبولة منه الأعمال مع إخلاله بفريضة الحج مع الاستطاعة والإهمال مستخفا بذلك، كما أن اليهود والنصارى لا تقبل منهم أعمالهم الذي قد اجتهدوا فيها من العبادات على زعمهم لما أخلوا بفرض الإيمان بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع أنهم مقرون بالصانع والبعث والنشور ولهم اجتهاد في العبادات كيف ومنهم الأحبار والرهبان والبراهمة من غيرهم -أي من غير اليهود والنصارى- ونحو ذلك والإجماع من جميع المسلمين على عدم قبول ما زعموه طاعة مع إيمانهم بالله سبحانه وتعالى.
صفحه ۷۰