إنها مفاتيح الأذهان المقفلة وحلول المشكلات المعضلة ومصابيح الدروب المظلمة وبلسم الجراحات المؤلمة، إنها العلم النافع والموعظة الحارة المؤثرة، والجواب الذي يكفي والدواء الذي - بإذن الله - يشفي، وعدة الصابر وذخيرة الشاكر، ودليل الحائر، وغوث اللهفان والبديل عن الإخوان، وجلاء الأفهام ورفع الأوهام، وهداية الحيارى وفك قيود الأسارى وأنس الغريب وسلوة الكئيب وبهجة النفوس وزبدة الدروس وغوث المكدودين ومستراح العابدين ورحلة عجيبة إلى أهل الزمن البعيد ومطالعة ميسرة للعلم القديم الجديد!!(1)
إن كتب الزهد والرقائق كتب في الإيمان والتزكية والأخلاق والأدب الشرعي وأعمال القلوب، جمعها أصحابها - وهم علماء محدثون أو فقهاء أو مفسرون، بل أكثرهم أئمة أعلام - من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وعلماء التابعين وحكمائهم الفاضلين وزهادهم المتقين، ومن أخبار تلك الأجيال في دينها وقصصها في تعبدها وزهدها، إنها كتب تقص عليك أحسن القصص بعد كتاب الله وكتب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، إنها تطلعك على أفضل تأريخ للناس، أو قل على تأريخ أفضل الناس، ففيها زهد الأنبياء وحكمهم وزهد الصحابة ووصاياهم وزهد التابعين ونصائحهم.
صفحه ۲۰