إن تلك الآثار بقية نور أصيل في هذه الحياة المظلمة، وهي صدى نداء قديم ناصح يحذر الناس عبادة الدنيا وأهلها، ويدعوهم إلى عبادة رب كل شيء ومالكه وخالقه، الذي يسعد ويشقي ويعز ويذل ويهدي ويضل، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ذلكم الله رب العالمين؛ إنها قبس من التاريخ القديم الزاهر وإنها تحفة السلف لخلفهم ووصية العلماء الناصحين لكل من خافوا عليه الغرور والجهل ممن جاء بعدهم إلى يوم الدين؛ وإنها كغيرها مما بين أيدينا من كتب العلم النافعة - بعض حجة الله على العالمين؛ فهل من منتفع بهذه الآثار عامل بها؟!
إن هذه الآثار ليست بديلة عن القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها وسيلة إليهما ومدخل سريع واسع مبارك عليهما، وإنها تفسير لهما وتدبر فيهما واستنباط منهما وفروع باسقة لهما، وهي أقوال من هم أعلم منا بالقرآن والسنة وأفقه منا في الدين وأنصح للأمة.
إن هذه الآثار تغني بلا ريب عن كل ما قعده وسطره المتأخرون والمعاصرون ولكن لا شيء يغني عنها بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
صفحه ۱۹