إنه لا غنى بأهل عصر من الأعصر المتوسطة والمتأخرة عن علم السلف الصالح، بل إن النصائح والوصايا في باب الزهد والتربية لا يكاد يحسنها سواهم، فلا يحسن منا سوى أن نعنى بكلامهم في هذا الباب جمعا وحفظا وسمعا وفهما وتأليفا وتوضيحا وتصنيفا وتنقيحا، وأما الإضافة إليه أو الاستدراك عليه أو المخالفة له أو الاستغناء عنه فهيهات؛ لقد كان كلامهم قليلا مباركا كثير النفع وأما كلام الخلف فكثير قليل النفع؛ ولقد كان السلف يتكلمون بكلام كأنه الدر فتكلم أقوام من بعدهم بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء
يا باري القوس بريا ليس يحكمه
لا تفسد القوس واعط القوس باريها
صفحه ۲۱