ولا يجوز أن نأخذ هذه المواضع دليلا على أن نقل النص قد تم بوسيلة الإملاء، لأن ما قلناه عن الأسماء والكلمات غير المفهومة التي رسم الناسخ في موضعها ما ظهر له في المخطوط الأصل فهو ما يناقض ذلك.
أما الخط فهو مغربي بما نلاحظه من القاف الموحدة من فوقها والفاء الموحدة من تحتها. فالحروف المعجمة منقوطة في الغالب. أما التاء المربوطة فنصفها فقط منقوط وأحيانا نجد التاء المربوطة مفتوحة أعلاها وهي تشابه التاء الطويلة المثناة من فوقها. وفي الجمع المؤنث الصحيح فكثيرا ما حلت التاء المربوطة المنقوطة محل التاء الطويلة. ومما يخالف الكتابة الصحيحة هو كتابة حرف الثاء بنقطتين فقط. ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك أن الثاء كانت تنطق في معظم الأحوال حسب نطق التاء أو أن الفرق بين النطق الواحد والآخر كان ضئيلا. وربما صعب التمييز بين هذين الحرفين على ناسخ ويدل على ذلك ما قام به من تصحيحات خاطئة: وقد كتب اسم "حاتم" دائما بالثاء المثلثة وتأتي كلمة "نكث" المؤدية إلى تغيير معنى الجملة المراد بدلا من "نكت" في أول المخطوط. وفي تفسير التعبير القرآني "عنتم" وقد كتب مضبوطا (التوبة 9: 128) تأتي كلمتي "تعنثوا" و"العنث" بالثاء المثلثة (ص16).
أما الألف المقصورة فكتبها الناسخ بحرف الألف الطويلة في معظم الأحوال واستثنى منه "إلى" و"على"، ولكنه كتب "حتى" بحرف الألف الطويلة: "حتا". واستثناء كلمتي "ذلك" و"هذه" فكتب كل اسم إشارة ولكمة "لكن" حسب ما ينطق بها: " هاذه، هاؤلاء، أولائك، لاكن". ولكتب "هذا" بالألف مرة واحدة: "هاذا " فنعتبره غلطا في ضبط الكتابة المتبعة في النص كله (ص14)(3). وأما في كلمتي "الصلاة" و"الزكاة" فيرد حرف الواو بدلا من الألف في الغالب وكلمة "التوراة" كتبت بحرف الياء بدلا من الألف دائما، كما هو الحال في الكتابة القرآنية العثمانية.
صفحه ۵۰